الينابيع الفقهية - علي أصغر مرواريد - ج ٣٦ق١ - الصفحة ١٢٣
جنسه من الأدهان أو في ماء.
فإن خلطه بزيت أجود منه، فالغاصب بالخيار بين أن يعطيه من عينه أو مثله من غيره، فإذا ثبت ذلك، فإن باعاه قسم الثمن بينهما على قدر الزيتين، والصحيح أن هذا كالمستهلك فيسقط حقه من العين ويصير في ذمة الغاصب لأنه قد تعذر أن يصل إلى عين ما له بعينها، فانتقل إلى الذمة ويكون الغاصب بالخيار بين أن يعطيه من عينه فيلزم المغصوب منه قبوله، لأجل أنه تطوع له بخير من زيته، لا لأنه أعطاه عين ما له، وبين أن يعطيه مثله من غيره، لأنه كالمستهلك.
فإن خلطه بمثله فهو كالمستهلك، والغاصب بالخيار بين أن يعطيه بكيله من عينه أو مثله من غيره، وفي الناس من قال: هو شريكه فيه يملك مطالبته بقسمته يأخذ مثل كيله منه، وهو أقرب لأنه قدر على بعض عين ماله وبدل الباقي، ولا معنى أن يجبر على مثل من غيره مع وجود بعض العين، كما لو غصب حبا صاعين فتلف أحدهما، فإن المغصوب منه يأخذ الموجود وبدل التالف، ولا يلزمه أن يأخذ البدل من الموجود والتالف معا.
وإذا خلطه بما هو أدون منه فهو كالمستهلك أيضا، فعلى هذا على الغاصب أن يعطيه مثل زيته من غير هذه الجملة، فإذا فعل لزمه أن يقبل، فإن أراد أن يعطيه من عينه لمن يجبر المغصوب منه على قبوله لأنه دون حقه، وإن اختار المغصوب منه أن يأخذ من عينه لم يجبر الغاصب على ذلك، وإن رضي المغصوب منه بدون حقه، لأن حقه في الذمة، فلا يجبر عليه جهات القضاء.
وإن اتفقا على أن يأخذ مقداره من عينه جاز لأنه قد رضي ببعض حقه وإن اتفقا على أن يعطيه من عينه بقيمة زيته لم يجز، لأنه ربا.
وإن خلطه بغير جنسه مثل أن صبه في شيرج أو بان فيكون مستهلكه لأنه يتعذر عليه أن يصل إلى عين ما له وعلى الغاصب مثل زيته من غير هذه الجملة، فإن اختار أن يعطيه من عينه لم يجبر على قبوله، لأنه لا يلزمه أن يقبل من غير جنس حقه، وإن اختار المالك أن يأخذ من عينه لم يجبر الغاصب عليه، لأنه لا
(١٢٣)
مفاتيح البحث: الغصب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب الوكالة دليل الموضوعات العام الوكالة الخلاف كتاب الوكالة 3
2 المبسوط كتاب الوكالة 13
3 تبصرة المتعلمين في الوكالة 63
4 إرشاد الأذهان في الوكالة 65
5 في الأحكام 66
6 تلخيص المرام كتاب الوكالة 71
7 المسائل لا بن طي في الوكالة 75
8 الغصب الخلاف كتاب الغصب 83
9 المبسوط كتاب الغصب 101
10 تبصرة المتعلمين في الغصب 151
11 إرشاد الأذهان في الغصب 153
12 في أسباب الضمان 153
13 في الأحكام 154
14 تلخيص المرام كتاب الغصب 157
15 الدروس الشرعية الغصب 163
16 درس (1) في رد المغصوب 166
17 درس (2) في العبد المغصوب 169
18 المسائل لا بن طي في الغصب 173
19 الجعالة تبصرة المتعلمين في الجعالة 185
20 إرشاد الأذهان في الجعالة 187
21 اللقطة الخلاف كتاب اللقطة 195
22 المبسوط كتاب اللقطة 209
23 في حكم اللقيط وما يوجد معه 227
24 تبصرة المتعلمين في اللقطة 249
25 إرشاد الأذهان في اللقطة 251
26 في الأحكام 252
27 تلخيص المرام كتاب اللقطة 255
28 الدروس الشرعية كتاب اللقطة 259
29 درس (1) في أحكام اللقيط 262
30 درس (2) في لقطة الحيوان 265
31 درس (3) في لقطة الأموال 267
32 درس (4) في التعريف 269
33 درس (5) في شراء اللقطة 271
34 المسائل لا بن طي اللقطة 275
35 إحياء الموات الخلاف كتال إحياء الموات 283
36 المبسوط كتاب إحياء الموات 289
37 في تفريع القطائع وغيرها 297
38 تبصرة المتعلمين في إحياء الموات 307
39 الدروس الشرعية كتاب إحياء الموات 313
40 درس (1) في الحريم 316
41 كتاب المشتركات 319
42 درس (1) في المعادن 320
43 درس (2) في المنافع 322
44 المسائل لا بن طي كتاب إحياء الموات 325
45 الشفعة الخلاف كتاب الشفعة 331
46 المبسوط كتاب الشفعة 353
47 في الحيل التي تسقط بها الشفعة 400
48 تبصرة المتعلمين في الشفعة 419
49 إرشاد الأذهان في الشفعة 421
50 في الشرائط 421
51 في الأحكام 423
52 تلخيص المرام كتاب الشفعة 425
53 الدروس الشرعية كتاب الشفعة 431
54 درس (1) في تثبت الشفعة له 434
55 درس (2) الفورية في الشفعة 437
56 درس (3) في عفو الشريك عن شفعته 439
57 درس (4) في مطالبة الشفيع 442
58 درس (5) في اللواحق 445
59 درس (6) في فروع الكثرة 448