من لبن يفطر بها صائما أو شربة ماء عذب أو تمرات لا يقدر على أكثر من ذلك ومن خفف فيه عن مملوكه خفف الله عنه حسابه وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره الإجابة والعتق من النار ولا غناء بكم عن أربع خصال خصلتان ترضون الله عز وجل بهما وخصلتان لا غناء بكم عنها فأما اللتان ترضون الله عز وجل بهما فشهادة أن لا إله إلا الله وأنني رسول الله وأما اللتان لا غنى بكم عنهما فتسألون الله فيه حوائجكم والجنة وتسألون الله العافية وتعوذون بالله من النار.
وروي عن الباقر عليه السلام أيضا أنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله لما انصرف من عرفات وسار إلى منى دخل المسجد فاجتمع إليه الناس يسألونه عن ليلة القدر فقام ص خطيبا، فقال بعد الثناء على الله عز وجل أما بعد فإنكم سألتموني عن ليلة القدر ولم أطوها عنكم لأني لا أكون بها عالما اعلموا أيها الناس أنه من ورد عليه شهر رمضان وهو صحيح سوى فصام نهاره وقام وردا من ليله وواظب على صلاته وهاجر إلى جمعته وغدا إلى عيده فقد أدرك ليلة القدر وفاز بجائز الرب، فقال أبو عبد الله عليه السلام: فاز والله بجوائز ليست كجوائز العباد.
وروي أيضا عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان على المنبر فسمعه الناس قال آمين ثم سكت ثم قال آمين ثم سكت ثم قال آمين فلما نزل سأله بعض الناس فقال: يا رسول الله سمعناك تقول آمين ثلاث مرات؟ فقال: إن جبرئيل عليه السلام قال: من ذكرت عنده فلم يصل عليك فأبعده الله، قلت: آمين، قال: ومن أدرك شهر رمضان فلم يغفر له فأبعده الله، قلت: آمين، قال: ومن أدرك أبويه أو أحدهما فلم يغفر له فأبعده الله، قلت: آمين، وقال الصادق ع: من لم يغفر له في شهر رمضان لم يغفر له إلى قابل إلا أن يشهد عرفه.
وقال الصادق عليه السلام: نزلت التوراة في ست مضين من شهر رمضان ونزل الإنجيل في اثنتي عشرة ليلة مضت من شهر رمضان ونزل القرآن في ليلة القدر.
وقال ع: إن أبواب السماء لتفتح في شهر رمضان وتصفد فيه الشياطين وتقبل أعمال المؤمنين نعم الشهر كان يسمى على عهد رسول الله ص المرزوق.