وروى الفضيل بن يسار وزرارة بن أعين جميعا عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال:
تقدم الصلاة على الإفطار إلا أن تكون مع قوم يبتدئون بالإفطار فلا تخالف عليهم وأفطر معهم وإلا فابدأ بالصلاة فإنها أفضل من الإفطار وتكتب صلاتك وأنت صائم أحب إلى.
وقد روي أيضا في ذلك أنك إذا كنت تتمكن من الصلاة وتعقلها وتأتي بها على حدودها قبل أن تفطر فالأفضل أن تصلي قبل الإفطار وإن كنت ممن تنازعك نفسك الإفطار وتشغلك شهوتك عن الصلاة فابدأ بالإفطار ليذهب عنك وسواس النفس اللوامة غير أن ذلك مشروط بأنه لا تشتغل بالإفطار قبل الصلاة إلى أن يخرج وقت الصلاة.
باب القول والدعاء عند الإفطار وما يستحب قوله في كل وقت من ليل أو نهار:
روى أبو بصير عن أبي عبد الله ع أنه قال: تقول في آخر كل يوم يمضى من عند الإفطار: الحمد لله الذي أعاننا فصمنا ورزقنا فأفطرنا اللهم تقبله منا وأعنا عليه وسلمنا فيه وتسلمه منا في يسر منك وعافية الحمد لله الذي قضى عنا يوما من شهر رمضان، حتى يتم إن شاء الله.
وروى إسماعيل بن زياد عن أبي عبد الله عليه السلام عن آبائه أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان إذا أفطر قال: اللهم لك صمنا وعلى رزقك أفطرنا فتقبله منا ذهب الظمأ وابتلت العروق وبقي الأجر، قال: وكان عليه السلام إذا أكل عند قوم قال: أفطر عندكم الصائمون وأكل طعامكم الأبرار.
وروي عنه ع أنه قال: دعوة الصائم تستجاب عند إفطاره.
وروى علي بن مهزيار عن أبي جعفر الثاني عليه السلام أنه قال: يستحب أن تكثر من أن تقول في كل وقت من ليل أو نهار من أول الشهر إلى آخره:
يا ذا الذي كان قبل كل شئ ثم خلق كل شئ ثم يبقى ويفنى كل شئ يا ذا الذي ليس كمثله شئ ويا ذا الذي ليس في السماوات العلى ولا في الأرضين السفلى لا فوقهن ولا تحتهن ولا بينهن إله يعبد غيره لك الحمد حمدا لا يقوى على إحصائه إلا أنت فصل على محمد وآل محمد صلاة لا يقوى على إحصائها إلا أنت.