ثم أصبح صائما من غد يومك، فإن لم تر الهلال لتركك النظر إليه والتصدي لرؤيته ورآه الناس رؤية شائعة في البلد الذي أنت فيه وجب أيضا الصوم من الغد وإن لم يره أهل البلد وكان في السماء علة ورآه خمسون رجلا وجب أيضا الصوم وإذا لم يره من ذكرناه ورآه واحد أو اثنان وجب الصوم على من رآه في حق نفسه ولم يجب الصوم على غيره، وإذا كان في السماء علة ولم يره أحد من أهل البلد ورآه من خارجه شاهدان عدلان وجب الصوم، ومتى لم يكن في السماء علة وتصدى الناس لرؤيته فلم يروه لم يجب الصوم فإن شهد من خارج البلد خمسون رجلا برؤيته وجب الصوم وإذا لم يشاهد أحد الهلال ولا ورد خبر من خارج البلد برؤيته عددت بشهر الماضي ثلاثين يوما وصمت بنية الوجوب فإن ثبت بعد ذلك بينة عادلة برؤيته قبل يوم صيامك بنية الوجوب بيوم، كان عليك قضاؤه.
والأفضل أن تصوم يوم الشك بنية أنه من شعبان فإن ثبت بعد ذلك ببينة عادلة أنه كان من شهر رمضان أجزأك صومه ولم يلزم قضاؤه وإن لم تصمه لم يكن عليك شئ إلا أن يكون في حكم المفطر ويثبت أنه كان من شهر رمضان فيكون عليك صيام يوم بدله، وليس بجائز لأحد أن يعمل في الصوم على العدد بالجدول ولا غيره، وإذا غم هلال شهر رمضان فينبغي أن بعد شعبان ثلاثين يوما ثم يصوم بعد ذلك بنية شهر رمضان فإذا غم هلال شعبان فيعد رجب ثلاثين يوما فإن رأى بعد ذلك هلال شوال ليلة تسع وعشرين من شهر رمضان قضى يوما لأن الشهر لا يكون أقل من تسعة وعشرين يوما فإذا غم جميع شهور السنة ولم يحقق المكلف هلال شهر واحد منها فينبغي أن يعد من السنة الماضية خمسة أيام ويصوم اليوم الخامس لأن الشهور لا تخرج جميعا كاملة، وقد ذكر أنه ينبغي أن يعد كل شهر منها ثلاثين يوما ويصوم.
وإذا كانت البلدان متقاربة ولم ير الهلال في البلد، ورئي من خارجه على ما قدمنا بيانه في الشهادة وجب العمل به، هذا إذا لم يكن في السماء علة وكانت الموانع مرتفعة أو كانت البلدان كما ذكرناه متقاربة حتى لو رؤي الهلال في أحدها لرئي في الآخر مثل طرابلس وصور ومثل صور والرملة ومثل حلب وطرابلس ومثل واسط وبغداد وواسط والبصرة، وأما إذا كانت البلدان متباعدة مثل طرابلس وبغداد وخراسان ومصر وبغداد وفلسطين