وثانيا - بأن القرآن اسم للجنس (1) يقع على البعض والكل فيسمى بعض القرآن قرآنا أيضا.
ومنها: أن القرآن لو كان فيه من لغة غير العرب شئ، لتوهم المتوهم بأن العرب إنما عجزت عن الاتيان بمثله، لأنه اتي بلغات لا يعرفونها.
وفيه انه لم يختص المعارضة بالاتيان بجميعه، بل ناديهم على أن يأتوا بعشر سور (2) بل سورة واحدة مثله (3) ومن الواضح أن السور العربية المحضة كثيرة جدا. فلو استطاعوا أو وجدوا إلى ذلك سبيلا، لأتوا ولو بسورة واحدة ليسقطوا حجة الرسول، ويسجلوا لأنفسهم الشرف والغلبة.
ومنها: أن الألفاظ التي ورد ذكرها في القرآن، وروى عن ابن عباس و غيره تفسيرها بأنها فارسية، أو حبشية، أو نبطية، أو نحو ذلك، إنما هو لتوارد اللغات فيها فاتفق أن العرب، والفرس والحبشة، تكلموا بها بلفظ واحد. وقال في المزهر: قال أبو عبيدة:... وقد يوافق اللفظ اللفظ ويقاربه ومعناهما واحد، واحدهما بالعربية، والاخر بالفارسية، أو غيرها. قال: فمن ذلك (الاستبرق) وهو الغليظ من الديباج، وهو (استبره) (4) بالفارسية أو غيرها. قال: وأهل مكة