63 الدرهم مر الكلام عليه مستوفا في الفصول السابقة، ونزيد هنا ما جاء في تاريخ العرب قبل الاسلام، قال: وقد ذكر علماء اللغة، أن لفظة الدرهم فارسية الأصل، وقد عربت، وقالوا في جمعها: دراهم وهو نقد من الفضة وقد عرف به (درم Diram) في الفارسية وب (درخم Drachm) في اليونانية، والظاهر أن العرب أخذوا بالتسمية الفارسية، على أن ذلك لا يعنى أنهم لم يكونوا يستعملون دراهم الروم.
ويلاحظ أن العرب قد توسعوا في استعمال لفظة الدرهم، فاطلقوا الدرهم على النقود عموما في بعض الأحيان وذلك من باب اطلاق الجزء على الكل وأطلق علماء اللغة على الدرهم لفظة (الورق) وعلى المؤسر الممالك للدرهم المورق، وسموا الفضة ورقا. أما علماء المسند. فقد فسروا (ورقن) و (دورقم) أي (الورق) و (ورق) بمعنى ذهب. وقد وردت اللفظة في بعض نصوص المسند وكأنها نوع من أنواع العمل، أو وزن. فورد مثلا (عشر ورقم)، أي (عشر ورق) فكان لفظة (ورق) هنا اسم علم لنوع معين من العملة، أو وزن معين وعيار كان معروفا عندهم.
وقالوا للدرهم (القرقوف). وأطلق أهل الحجاز على الدراهم والدنانير لفظة (الناض)، وذلك إذا تحول عينا بعد أن كان متاعا. وقالوا إن النض هو الدرهم الصامت. أما إذا كان الدرهم رديئا، فيعبرون عنه بلفظة قسى وبهرج، فيقولون درهم بهرج أي ردئ وكل مردود عند العرب بهرج ونبهرج. وذكر بعضهم انها فارسية من نبهرة، ودرهم زائف هو الدرهم المزيف). (1) 64 الدمشقي من الدنانير، ما ضرب في أيام عبد الملك بن مروان، عام الجماعة سنة 74 ه