" وأنما ذكرنا هذه الوقعة التاريخية ليعلم أن الإيرانيين مع هذا التنافس والتناظر بينهم لا بد وأن يطلعوا على اختراع السكة في ليديا بسرعة وأما بعد ما افتتح ليديا على يدي كورس فقد صارت مملكة ليديا مع بلاد يونه تحت الحكومة الانبراطورية الهخامنشية (ساتراپى = خشتره پاون نشين) وبقيت ساردس (سپردا) على ما كانت عاصمة لها، ودار الضرب التي كانت فيها على عملها في زمن كورس وولده كمبيسس (كمبوجيه) يضرب فيها المسكوكات (1) ثم قال تحت عنوان " سكة داريوس " ما ترجمته:
" بعد ما أسكت داريوس الكبير (الثالث من السلاطين الهخامنشية (521 - 485 قبل الميلاد) اضطراب ممالكه الوسيعة، وأخمد لهيب ثوراتها، وفتنها التي أحدثها قوماته (قتل في اكتبر 522) لاغتصاب الملك وخديعته في تصرف تاج الملوكية وعرشها، عزم على أن يضرب سكة تناسب ملوكيته البارزة الشاخصة بحيث تتداول في كل بلد وصقع، وتجتاز ممالكه الوسيعة شرقها وغربها ويعتبرها كل قوم وملة، ولا تكون كالمسكوكات الموجودة التي يعتبرها قوم دون قوم، وتتداول في بلد دون بلد، وذلك رفعا لاختلال أمر المعاملات وتثبيتا لأوضاع التجارات " " والمسكوكات التي كانت رائجة قبل ذلك في بلاد إيران لم تكن من ملوك ماذ، ولا كورس ولا ولده كمبيسس (كمبوجيه)، وأول مسكوك إيراني وصل إلينا، وذكر في مكتوبات المتقدمين، هي السكة الذهبية التي ضربها داريوس، وشهرت في البلاد ووقعت موقع القبول والاعتبار، فسماها الكتاب والمؤرخون طبقا لاسم داريوس: " دريكوس " (2) فأخذوا وصاغوا من " داريه وهو، (3) التي