إلى الأمير المذكور، وكان يلقب بملك الامر، فضرب نقد الذهب، فسمي (خيرية) على وزن ديرية، ثم صحفها العوام فقالوا (خرية) بكسر الخاء، وتشديد الراء المكسورة، فياء مثناة تحية مشددة، فهاء.
ثم إن الذين ضربوا الذهب في مصر، بعد الأمير خيربك، راعوا الاسم من غير أن يتقيدوا بأنه من ضرب الأمير، لانهم طبعوا دنانير على حجم الخيرية وشكلها، فسميت خيرية لهذا السبب، دون غيره: فكان عندهم (خيرية)، أو (خرية)، يسمونها (خرية اسلامبولي قديمة)، هكذا بهذين الوصفين: الأول مذكر، والثاني مؤنث، كما ترى، وهو في منتهى الغرابة.
وكان عندهم (خرية مصري قديمة) بسعر قائم بنفسه.
(1) 61 خيرية هي المسماة في مصر خرية، وخيرية بلسان أهل فلسطين، وهى من ذهب، وهى نوعان: (خيرية استانبولي قديمة و (خيرية مصري). وثمن كل منهما 20 قرشا تركيا (1) 62 خبصتم وقد ذكر في تاريخ العرب قبل الاسلام: أن هناك نوع آخر من النقود عرف به (خبصتم) (خبصت)، أي (خبصة) وقد أشير إليه في نص قتباني يعود إلى أيام الملك شهر هلال بن ذرأ كرب: ويرى (رودوكناكس) أن هذا النقد هو أقل سعرا وثمنا من سعر النقد السابق وثمنه، أي ال (بلط)، وأنه لم يكن من الذهب ولا من الفضة، بل من المعادن الأخرى. (2)