الرسم انها مقتطعة من (أبو سليمان) كنية خالد بن الوليد (1).
وهناك قطعة أخرى ضربت باسم معاوية، ولكنها على مثال دينار من دنانير الفرس، وبرسمه وشكله، إلا اسم معاوية عليه، وقد نقلنا رسمه عن الدكتور مولر المشار إليه (2).
فالمسلم الظاهر من التاريخ انه لم تتغير السكك الدائرة في تلك العهود مما كانت عليها من النقوش الكسروية أو الرومية، وإنما أضيفت إليها طوابع من الحروف العربية كما في المطابع الحروفية الدائرة عندنا، فكانوا إذا أرادوا ان يضربوا درهما أو دينارا، ركبوا كلمات مطلوبة من التوحيد والتحميد وغيرهما وضربوها على الفضة أو الذهب مجتمعة، أو واحدة بعد أخرى.
فلم يكن هناك في ضرب النقود تجديد سكة ورسم بل اللازم هناك قطعات وافرة من الفضة أو الذهب ليضربوا عليها وينفقوها في منافع الناس ومصالحهم.
أول من نقش على النقود بسكة إسلامية قال جودت باشا في تاريخه: (في زمن الرسالة المحمدية صلى الله عليه وآله وسلم لم يقع اعتناء بأمر السكة، لكون الملة كانت في ابتداء امرها ساذجة مع بداوة العرب، فاستمرت النقود المتداولة بين الناس على الحال التي كانت عليه: وفي الأكثر كانت تستعمل المقادير الميزانية، وبالجملة. فان السكة التي كانت جارية في بلاد العرب هي الدراهم والدنانير التي كانت مسكوكة بسكة ملوك الفرس والمجوس والهند والروم، وفي زمن الخلفاء الأربع وأوائل الدولة الأموية، كانت الهمم والأنظار متعلقة بأمر الغزاة والجهاد ولذلك لم يقع اهتمام بضرب السكة