بالذهب. والفضة وزنا، وكانت دنانير الفرس: ودراهمهم بين أيديهم، ويردونها في معاملتهم إلى الوزن، ويتصارفون بها بينهم). أو أن التعامل بها وزنا كان متعارفا عند أهل مكة خاصة كما سمعته من البلاذري والمقريزي أو عامة أهل الحجاز كما سمعته من (الدينار الإسلامي) أو أن المقصود من العرب في النقل الثاني هو الحجازيون وأهل مكة دون غيرهم فعلى كل صورة لا تنافى بين النقلين.
الفصل الرابع قبل ان يظفر على المسكوكات القديمة بالحفريات، كان المسلم عند جماعة ان أول من ضرب السكة في الاسلام هو عبد الملك بن مروان خامس خلفاء الأمويين ولكن تبين خلاف ذلك بعد اكتشافها، والعثور عليها وكذا بما ذكره جمع من المحققين الباحثين عن النقود القديمة فتحقيق المقام يقتضى ان نتفحص التواريخ الموضوعة لذلك ونجعل مدار البحث على ثلاثة أمور طبقا لجرى التاريخ وتحوله من دور إلى دور فنبحث عن:
أول من أمر بضرب السكة في الاسلام.
وأول من نقش على النقود بسكة اسلامية وأول من ضرب النقود الاسلامية بصورة رسمية عامة.
أول من أمر بضرب السكة في الاسلام قيل إن أول من أمر بضرب السكة في الاسلام، هو عمر بن الخطاب لمصالح أهل البصرة، فضربها على النقش الكسروي سنة 18 من الهجرة، ثم تابعه في ذلك عثمان بن عفان، وكذا معاوية بن أبي سفيان في أيام دولتهم ذاهلين عن تحويل نقوشها الكسروية والقيصرية إلى الاسلامية. قال المقريزي: قد تقدم ما فرضه رسول الله صلى الله عليه وآله سلم في نقود الجاهلية من الزكاة وانه أقر النقود في الاسلام على ما كانت عليه فلما استخلف أبو بكر عمل في ذلك بسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم يغير منه شئ، حتى إذا استخلف أبو حفص عمر بن الخطاب وفتح الله على يديه مصر والشام والعراق، لم يعترض لشئ من النقود، بل أقرها على حالها.