المكلف إليه صار مبدء الرجوع إلى عمل المسح، فاستفيد منها عدم جواز مسح الوجه و اليد على الأرض، وعدم جواز التمرغ والتمعك كما فعل عمار رضي الله عنه، فكأن رسول الله صلى الله عليه وآله حين قال: " هكذا يصنع الحمار وإنما قال الله عز وجل: فتيمموا صعيدا طيبا " أراد تفهيم أن المستفاد من الآية خلاف ما فعله، بل يستفاد منها كون اليد آلة المسح.
وطريق الاستفادة أنه إذا أمر بالمسح بعد الانتهاء إلى المقصد وهو الصعيد و الرجوع منه إلى تمسح الوجه والأيدي، يعلم أن المسح باليد فإنها الآلة المتعارفة للعمل، وبهذا يعلم أن المسح بباطن الكف لكونه الآلة المتعارفة، وبعد كون باطنها آلته يعلم أن الممسوح غيره تأمل.
نعم لا يستفاد منها إن الممسوح ظاهرها، ولعل هذا الوجه بالتقريب المتقدم أقوى الوجوه وأنسبها.
ويحتمل أن تكون " من " تبعيضية مع رجوع الضمير إلى الصعيد، كما يدعي المدعي فيكون المعنى: وامسحوا بوجوهكم وأيديكم بعض الصعيد (فح) لا يتضح من الآية أن آلة المسح اليد لامكان أن تكون الآلة نفس بعضه بأن يرفع حجرا أو مدرا ويمسح به أو يضع وجهه على الصعيد ويمسحه به لصدق مسح وجهه ببعض الصعيد، بل لما كان بعض الصعيد هو الصعيد لصدق الجنس على الكثير والقليل بنحو واحد، فكأنه قال: امسحوا بوجوهكم وأيديكم الصعيد، فيكون الصعيد آلة المسح أو الممسوح و الماسح الوجه فيكون مناسبا لما صنع عمار، لكنه تخيل أن ما هو بدل الوضوء عبارة عن وضع الوجه والأيدي على الأرض، وما هو بدل الغسل بالمناسبة المرتكزة في ذهنه عبارة عن مسح جميع البدن بالتراب كما يغسل بالماء.
وهذا الاحتمال مع بعده لأن لازمه اعتبار زائد في الصعيد حتى يخرجه عن المعنى الجنسي الشامل للقليل والكثير بنحو واحد، وهو لحاظه مجموعا ذا أبعاض و هو خلاف الظاهر، ولأن الأصل في " من " الابتدائية على ما قالوا، والاستعمال في