اما عند العقل فلما هو المقرر في محله من وجود الحركة القطعية أي الوجود المستمر المتدرج وان كان نحو وجودها متصرما متقضيا فما دام المتحرك متحركا تكون الحركة متحققة باقية بعين شخصيته المتدرجة ولكل موجود نحو وجود خاص به يكون عدمه بعدم هذا الوجود لا الوجود الغير اللائق به فالحركة والزمان يكون نحو وجودهما اللائق بهما هو الوجود المتصرم المتجدد لا الوجود الثابت، فالنافي لوجود الحركة القطعية والزمان ان نفي عنهما الوجود الثابت فقد نفي عنهما ما لا يكون وجودا لهما وان نفي الوجود المتصرم المتجدد عنهما فقد التزم بما هو خلاف الضرورة فالحركة امر ممتد مستمر باق بالامتداد التصرمى والبقاء التجددي والاستمرار التغيرى وليس لأحد ان يقول ما هو الموجود هو الحركة التوسطية لا القطعية، لأن الحركة التوسطية لو كانت موجودة بمعنى انقطاع كل حد وآن عن سابقه ولا حقه ووجود الحد الاخر والآن الاخر بعده منقطعا عن الحد والآن الاخر، فلازمه إنكار الحركة أولا فان تبادل الآنات لا يوجب وجود الحركة، والجزء اللا يتجزأ وتتالي الآنات ثانيا ولهذا تكون الحركة بمعنى التوسط والآن السيال مما لا وجود لهما بل ما هو الموجود هو الحركة القطعية والزمان لكن نحو وجودهما يكون بالامتداد التصرمى والاستمرار التجددي (1).
واما عند العرف فلأنهم يرون ان اليوم إذا وجد يكون باقيا إلى الليل، والليل باقيا إلى اليوم ولا ينافي ذلك اعتبار الساعات والحدود لهما فلعل ارتكاز العرف يساعد العقل في البقاء التصرمى والاستمرار التجددي، وكيف كان لا إشكال في صدق البقاء عرفا على استمرار النهار والليل وكذا الحركات فإذا تحرك شيء تكون حركته موجودة باقية عرفا إلى انقطاعها بالسكون ولا يكون الحركة مجموع دقائق وساعات منضمة بعضها ببعض.
هذا مما لا إشكال فيه انما الإشكال في مقامين: «أحدهما» ما أفاده الشيخ الأنصاري