قال: ذاك حرفتها، قال: أنت ابن السوداء الزنجيّة، قال: ان كنت صدقت غفر اللَّه لها، وان كنت كذبت غفر اللَّه لك، قال: فأسلم النصراني» «١».
روى الاربلي عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام: «ان محمّد بن المنكدر كان يقول:
ما كنت أرى أن مثل علي بن الحسين يدع خلفاً لفضل علي بن الحسين حتى رأيت ابنه محمّد بن علي، فأردت أن أعظه فوعظني فقال له أصحابه: بأي شي ء وعظك؟
قال: خرجت إلى بعض نواحي المدينة في ساعة حارة، فلقيت محمّد ابن علي وكان رجلًا بديناً وهو متكى ء على غلامين له أسودين أو موليين له، فقلت في نفسي:
شيخ من شيوخ قريش في هذه الساعة على هذه الحالة في طلب الدنيا، أشهد لأعظنّه؟ فدنوت منه فسلمت عليه فسلم عليّ بنهر وقد تصبب عرقاً، فقلت:
أصلحك اللَّه، شيخ من أشياخ قريش في هذه الساعة على هذه الحال في طلب الدنيا لو جاءك الموت وأنت على هذه الحال، قال: فخلى عن الغلامين من يده ثم تساند وقال: لو جاءني- واللَّه- الموت وأنا في هذه الحال جاءني وأنا في طاعة من طاعات اللَّه، اكف بها نفسي عنك وعن الناس، وانما كنت أخاف الموت لو جاءني وأنا على معصية من معاصي اللَّه، فقلت: يرحمك اللَّه أردت أن أعظك فوعظتني» «٢».
وروى المجلسي بإسناده عن أبي خالد الكابلي قال: «دخلت على أبي جعفر عليه السّلام، فدعا بالغداء فأكلت معه طعاماً ما أكلت طعاماً قطّ أنظف منه ولا أطيب، فلما فرغنا من الطعام قال: يا أبا خالد، كيف رأيت طعامك أو قال:
طعامنا؟ قلت: جعلت فداك ما رأيت أطيب منه قطّ ولا أنظف ولكني ذكرت الآية في كتاب اللَّه عزّوجل:«ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ» فقال أبو جعفر عليه السّلام: