اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: من ولي أقواماً وهب له من العقل كعقولهم، وأنت امام هذه الأمة يجب أن لا تسأل عن شي ء من أمر دينك ومن الفرائض وأجبت عنها، فهل عندك له الجواب؟ قال هارون: رحمك اللَّه لا، فبيّن لي ما قلته وخذ البدرتين.
فقال: ان اللَّه تعالى لما خلق الأرض خلق دبابات الأرض من غير فرث ولا دم، خلقها من التراب وجعل رزقها وعيشها منه، فإذا فارق الجنين أمه لم تزقه ولم ترضعه وكان عيشها من التراب، فقال هارون: واللَّه ما ابتلي أحد بمثل هذه المسألة، وأخذ الأعرابي البدرتين وخرج. فتبعه بعض الناس وسأله عن اسمه فإذا هو موسى بن جعفر بن محمّد عليه السّلام، فأخبر هارون بذلك فقال: واللَّه لقد ركنت أن تكون هذه الورقة من تلك الشجرة» «1».
قال المجلسي: «روي أن هارون الرشيد أنفذ الى موسى بن جعفر عليه السّلام فأحضره فلما حضر عنده قال: ان الناس ينسبونكم يا بني فاطمة الى علم النجوم وان معرفتكم بها معرفة جيدة، وفقهاء العامة يقولون: ان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال: إذا ذكرني أصحابي فاسكتوا وإذا ذكروا القدر فاسكتوا فإذا ذكروا النجوم فاسكتوا. وأميرالمؤمنين كان أعلم الخلائق بعلم النجوم وأولاده وذريته الذين يقول الشيعة بامامتهم كانوا عارفين بها.
فقال له الكاظم: ذا حديث ضعيف، واسناده مطعون فيه، واللَّه تبارك وتعالى قد مدح النجوم، ولو لا أن النجوم صحيحة ما مدحها اللَّه عزّوجل والأنبياء عليه السّلام كانوا عالمين بها، وقد قال اللَّه تعالى في حق إبراهيم خليل الرحمن: