وضعه في يد السائل ثم ارتدّه منه فقبله وشمه ثم رده في يد السائل، وذلك أنها تقع في يد اللَّه قبل أن تقع في يد السائل، فأحببت أن أناول ما وليها اللَّه تعالى، انّ صدقة الليل تطفى غضب الرب وتمحو الذنب العظيم وتهون الحساب، وصدقة النهار تثمر المال، وتزيد في العمر، ان عيسى بن مريم عليه السّلام لما أن مر على شاطى ء البحر ألقى بقرص من قوته في الماء، فقال له بعض الحواريين: يا روح اللَّه وكلمته لم فعلت هذا؟ فانما هو من قوتك، قال: فعلت هذا لتأكله دابة من دواب الماء وثوابه عند اللَّه عزّوجل لعظيم» «1».
قال هشام بن سالم: «كان أبو عبد اللَّه عليه السّلام إذا اعتم وذهب من الليل شطره، أخذ جراباً فيه خبز ولحم ودراهم فحمله على عنقه ثم ذهب به الى أهل الحاجة من أهل المدينه فقسمه فيهم ولا يعرفونه، فلما مضى أبو عبد اللَّه عليه السّلام فقدوا ذلك فعلموا أنه كان أبا عبداللَّه» «2».
قال مفضل بن قيس بن رمّانة: «دخلت على أبي عبد اللَّه عليه السّلام فشكوت اليه بعض حالي وسألته الدعاء، فقال: يا جارية، هاتي الكيس الذي وصلنا به، أبو جعفر فجاء بكيسٍ، فقال: هذا كيس فيه اربعمائة دينار فاستعن به، قال: قلت: لا واللَّه جعلت فداك ما أردت هذا ولكن اردت الدعاء لي، فقال لي:
ولا ادع الدعاء ولكن لا تخبر الناس بكل ما أنت فيه فتهون عليهم» «3».
قال محمّد بن زيد الشحام: «رآني أبو عبد اللَّه عليه السّلام وأنا اصلي فأرسل الي ودعاني فقال لي: من أين أنت؟ قلت: من مواليك، قال: فأي موالي؟