اللَّه تعالى إذ يقول:«وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْ ءٍ» «1».
وكان يقول: ان حديثي حديث أبي، وحديث أبي حديث جدي، وحديث جدي حديث علي بن أبي طالب أميرالمؤمنين، وحديث علي أمير المؤمنين حديث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله، وحديث رسول اللَّه قول اللَّه عزّوجل» «2».
والأخبار في هذا المعنى كثيرة وفيما أثبتناه كفاية، وإذا أردت مبلغ علمه فانظر الى كثرة من استفاد منه في فنون العلم والمعرفة، وروى عنه في أصول الدين والتفسير والأخلاق والأحكام، فقد بلغ من عرفوه من الرواة وأحصوهم أربعة آلاف أو يزيدون، ولماذا لم يرووا عن غيره مع وفرة العلماء وأئمة الحديث في عصره، بل في البلدان وفي المدينة المنورة؟ لأنه سلام اللَّه عليه كان يخبر عن آبائه وعن جده رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله.
قال أبو الفتح الاربلي: «كثرة علومه المفاضة على قلبه من سجال التقوى، حتى صارت الأحكام التي لا تدرك عللها والعلوم التي تقصر الأفهام على الإحاطة بحكمها، تضاف اليه وتروى عنه» «3».
ونقتصر من بلاغته عليه السّلام على الحديث التالي:
قال بعض اصحابه «دخلت على جعفر، وموسى ولده بين يديه، وهو يوصيه بهذه الوصية، فكان مما حفظت منه أن قال: يا بني احفظ وصيتي، واحفظ مقالتي فانك ان حفظتها تعش سعيداً وتمت حميداً، يا بني انه من قنع بما قسم له استغنى، ومن مدّ عينه الى ما في يد غيره مات فقيراً، ومن لم يرض بما قسم اللَّه له