جبرئيل فنزل عليه:«فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَآئِقٌ بِهِ صَدْرُكَ» «١».
روى علي بن إبراهيم باسناده عن أبي عبداللَّه عليه السّلام أنه قال سبب نزول هذه الآية: ان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله خرج ذات يوم فقال لعلي: يا علي إني سألت اللَّه الليلة بان يجعلك وزيري ففعل، وسألته ان يجعلك وصيي ففعل وسألته ان يجعلك خليفتي في أمتي ففعل، فقال رجل من أصحابه المنافقين: واللَّه لصاع من تمر في شن بال أحب الي مما سأل محمّد ربه، ألا سأله ملكاً يعضده أو مالًا يستعين به على ما فيه وواللَّه ما دعا علياً قط إلى حق أو إلى باطل إلا اجابه فأنزل اللَّه على رسوله «فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ» الآية «٢».
«أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إَمَاماً وَرَحْمَةً أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ» «٣».
روى الطبري باسناده عن جابر عن عبداللَّه بن يحيى قال: «قال علي: ما من رجل من قريش الّا وقد نزلت فيه الآية والآيتان، فقال رجلٌ: فأنت فأي شي ء نزل فيك؟ فقال علي: أما تقرأ الآية التي نزلت في هود: «وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ»» «٤».
قال الخوارزمي: «قوله تعالى: «أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ» قال ابن عباس: انه هو علي عليه السّلام أول من شهد للنبي وهو منه» «5».