واللَّه ما نزلت آية في ليل أو نهار ولا سهل ولا جبل ولا بر ولا بحر الّا وقد عرفت أي ساعة نزلت، وفيمن نزلت، وما من قريش رجل جرى عليه المواسي الّا قد نزلت فيه آية من كتاب اللَّه تسوقه إلى جنة أو تقوده الى نار، فقال قائلٌ: فما نزل فيك يا أميرالمؤمنين؟ قال:«أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ». فمحمّد صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم على بينة من ربه وأنا الشاهد منه أتلو آثاره» «١».
وروى ابن أبي الحديد عن عبداللَّه بن الحرث قال: «قال علي عليه السّلام على المنبر: ما أحد جرت عليه المواسي الّا وقد أنزل اللَّه فيه قرآناً فقام إليه رجل من مبغضيه فقال له: فما أنزل اللَّه تعالى فيك؟ فقام الناس إليه يضربونه، فقال:
دعوه، أتقرأ سورة هود؟ قال: نعم، قال: فقرأ «أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ» ثم قال: الذي كان على بيّنة من ربه محمّد والشاهد الذي يتلوه أنا» «2».
وروى الكنجي باسناده عن علي عليه السّلام قال: «رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم على بيّنة من ربه، وأنا الشاهد منه» «3».
وروى العياشي باسناده عن أبي جعفر عليه السّلام قال: الذي على بيّنة من ربه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله، والذي تلاه من بعده الشاهد منه أميرالمؤمنين عليه السّلام ثم اوصياؤه واحد بعد واحد «4».
أقول: روى البحراني في غاية المرام حول هذه الآية من طريق العامة ثلاثة وعشرين حديثاً ومن الخاصة أحد عشر حديثاً.