وحبيب من يؤمن بي، بلّغ يا محمّد قال: فلمّا نزل النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم اسرّ ذلك، فأنزل اللَّه عزّوجلّ:«يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ» في علي بن أبي طالب، «وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ» «١».
وروى باسناده عن ابن عباس في قوله عزّوجل: «يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ» الآية، قال: نزلت في علي، أمر رسول اللَّه أن يبلّغ فيه، فاخذ رسول اللَّه بيد علي، فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه» «٢».
وروى باسناده عن عبداللَّه بن عباس عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم- وساق حديث المعراج الى ان قال-: واني لم ابعث نبياً الّا جعلت له وزيراً، وانك رسول اللَّه وانّ علياً وزيرك، قال ابن عباس: فهبط رسول اللَّه فكره ان يحدث الناس بشي ء منها اذ كانوا حديثي عهد بالجاهلية حتى مضى من ذلك ستّة ايام، فأنزل اللَّه تعالى: «فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ» «٣» فاحتمل رسول اللَّه حتى كان يوم الثامن عشر أنزل اللَّه عليه «يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ»، ثم ان رسول اللَّه أمر بلالًا حتى يؤذن في الناس أن لا يبقى غداً أحد الا خرج الى غدير خم، فخرج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم والناس من الغد، فقال: يا أيها الناس ان اللَّه ارسلني اليكم برسالة واني ضقت بها ذرعاً مخافة أن تتهموني وتكذبوني حتى عاتبني ربي فيها بوعيد انزله علي بعد وعيد، ثم اخذ بيد علي بن أبي طالب فرفعها حتى نظر الناس إلى بياض ابطيهما ثم قال: ايها الناس، اللَّه مولاي وأنا مولاكم فمن كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من