برسوله، ثم ثلّث بالذين آمنوا، فلمّا علم سبحانه ان الأمر يشتبه على الناس وصف الذين آمنوا بصفات خاصة لم يشركهم بها احدٌ، فقال «الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ» واتفقت روايات العامة والخاصة، ان المعني بالذين آمنوا أمير المؤمنين لانّه لم يتصدق أحد وهو راكع غيره وجاء في ذلك روايات» «١».
اقول: روى جمع من الحفّاظ والمفسرين وارباب السير والمؤرخين انّ آية الولاية نزلت في علي عليه السّلام.
وروى السيد البحراني في غاية المرام من طريق العامة أربعة وعشرين حديثاً ومن طريق الخاصة تسعة عشر حديثاً في تفسير هذه الآية وانّها نزلت فيه.
«وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ» «2».
قال الفخر الرازي: «روى لنا عبد اللَّه بن سلام قال: لما نزلت هذه الآية قلت: يا رسول اللَّه أنا رأيت علياً تصدّق بخاتمه على محتاج وهو راكع فنحن نتولّاه» «3».
روى ابن كثير باسناده عن ابن عباس قال: «خرج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم الى المسجد والناس يصلّون بين راكع وساجد وقائم وقاعد، وإذا مسكين يسأل فدخل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقال اعطاك أحد شيئاً؟
قال: نعم، قال: من؟ قال: ذلك الرجل القائم. قال على اي حال اعطاكه قال وهو راكع، قال وذلك علي بن أبي طالب، قال: فكبّر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله