روى الشعبي باسناده عن ابن عباس «ان الآية نزلت في علي حين استخلفه في مدينة النبي» «١».
وروى العياشي عن عبداللَّه بن جندب قال: «كتب اليّ أبو الحسن الرضا عليه السّلام: ذكرت رحمك اللَّه هؤلاء القوم الذين وصفت انهم كانوا بالأمس لكم اخواناً والذي صاروا إليه من الخلاف لكم والعداوة لكم والبراءة منكم. والذي تأفكوا به من حياة أبي صلوات اللَّه عليه ورحمته، وذكر في آخر الكتاب ان هؤلاء القوم سنح لهم شيطان، اغترهم بالشبهة ولبس عليهم أمر دينهم، وذلك لما ظهرت فريتهم واتفقت كلمتهم وكذبوا على عالمهم وارادوا الهدى من تلقاء انفسهم، فقالوا: لم ومن وكيف؟. فأتاهم الهلك من مأمن احتياطهم، وذلك بما كسبت ايديهم وما ربك بظلام للعبيد. ولم يكن ذلك لهم ولا عليهم، بل كان الفرض عليهم والواجب لهم من ذلك الوقوف عند التحير، وردّ ما جهلوه من ذلك إلى عالمه ومستنبطه، لأن اللَّه يقول في محكم كتابه:«وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ» يعني آل محمّد، وهم الذين يستنبطون من القرآن ويعرفون الحلال والحرام.
وهم الحجة للَّه على خلقه» «2».
قال شرف الدين: ان المنافقين كانوا إذا سمعوا شيئاً من اخبار النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم اما من جهة الأمن او من جهة الخوف أذاعوا به وارجفوا في المدينة وهم لا يعلمون الصدق منه والكذب، فنهاهم اللَّه من ذلك وأمرهم ان يردوا أمره إلى الرسول والى اولي الأمر، وهو أميرالمؤمنين صلوات اللَّه عليهما «3».