كل طاعة للَّه تعالى ان لو كان المسلم عليها، ولم يأت بولايته صلّى اللَّه عليه لم يرض اللَّه تعالى اسلامه ديناً ولم يكمل دينه عند اللَّه تعالى، ومع عدم كمال الانسان وعدم رضى اسلامه عند اللَّه تعالى: لم يتم اللَّه تعالى نعمته عليه، ومن لم يكن مؤمنا بهذه الأمور، فقد خسرت صفقته وظهرت خيبته، يوضّح ذلك ويزيده بياناً وأنه المعنى الذي اردنا قول النبي صلّى اللَّه عليه وآله عقيب ذلك: من كنت مولاه فعلي مولاه، واطلاق هذا اللفظ في ساير أهل الاسلام ولم يخصص النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بذلك قوماً دون قوم من الأمة.
وكذلك قول عمر بن الخطاب على ما في الروايات عند ذلك بخ بخ لك يا علي اصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة، وفي رواية اخرى اصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة، واطلاق ذلك في ساير المؤمنين والمؤمنات ولم يخصص قوماً من المؤمنين بذلك دون قوم، بل كلّ من كان مؤمناً فعلي مولاه من نسب او صاحب، لأن لفظة الايمان قد شملت الكافة فمن كان مؤمناً منهم فعلي مولاه ومن لم يكن علي مولاه فليس بمؤمن، وفي هذا غاية الايضاح، ولم تجب له هذه المنزلة صلّى اللَّه عليه من الرسول صلّى اللَّه عليه وآله بعد وجوبها له من اللَّه تعالى إلّابدليل قوله سبحانه وتعالى:«إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ» «1» وقد تقدم اختصاصها به فوجب له صلّى اللَّه عليه هذه المنزلة من اللَّه تعالى اولًا، وشركه تعالى فيما يجب له تعالى على الأمة، ووجب للنبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أن يشركه فيما يجب له على الأمة ثانياً اقتداء بالوحي العزيز فوجب على الأمة ثالثاً اتباع اوامر اللَّه سبحانه وتعالى واوامر