وروى باسناده عن ابن عباس قال: «شرى عليٌ نفسه ولبس ثوب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ثم نام مكانه».
وروى باسناده عن قيس بن الربيع، عن حكيم بن جبير، عن علي بن الحسين قال: أول من شرى نفسه للَّه عزّوجل علي. ثم قرأ: «وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ» زاد الحاكم: عند مبيته على فراش رسول اللَّه. وقال علي ابن أبي طالب:
وقيت بنفسي خير من وطى ء الحصى | ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر | |
رسول الهي خاف أن يمكروا به | فنجاه ذو الطول الاله من المكر | |
وبات رسول اللَّه في الغار آمناً | موقى وفي حفظ الإله وفي ستر | |
وبت اراعيهم وما يثبتونني | وقد وطنت نفسي على القتل والأسر» «١» |
وروى باسناده عن حكيم عن علي بن الحسين في قوله: «وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ» قال: نزلت في علي بن أبي طالب، لما توجه رسول اللَّه إلى الغار وأنام علياً على فراشه» «1».
قال السيد شهاب الدين أحمد: «فقد جزم عزمه على أن يفدي نفسه ويبذل مهجته دون رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وبارك وسلّم» «2».
وروى ابن عساكر باسناده عن أبي رافع: «ان علياً كان يجهز النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم حين كان بالغار ويأتيه بالطعام، واستأجر له ثلاث رواحل، للنبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ولأبي بكر ودليلهم ابن ارهط، وخلفه النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فخرج إليه أهله وأمره ان يؤدي عنه امانته، ووصايا من كان يوصي إليه، وما كان يؤتمن عليه من مال، فأدّى امانته كلها، وأمره أن يضطجع على فراشه ليلة خرج، وقال: ان قريشاً لن يفقدوني ما رأوك، فاضطجع علي على فراشه، وكانت قريش تنظر إلى فراش النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فيرون عليه رجلًا يظنونه النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم حتى إذا أصبحوا رأوا عليه علياً، فقالوا: لو خرج محمّد لخرج بعلي معه، فحبسهم اللَّه عزّوجل بذلك عن طلب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم حين رأوا علياً ولم يفقدوا النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وأمر النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم علياً أن يلحقه بالمدينة، فخرج علي في طلبه بعدما أخرج إليه فكان يمشي من الليل ويكمن بالنهار، حتى قدم المدينة، فلما بلغ النبي قدومه، قال: ادعوا لي علياً، فقالوا: انه لا يقدر أن يمشي، فاتاه النبي صلّى اللَّه