في منازله ومقاماته- إلّاالنبوّة- فالآية دليلٌ على عصمة أمير المؤمنين، وعلى كونه أولى بالمؤمنين، وعلى أفضليّته من غير رسول اللَّه من الخلائق أجمعين.
على أنّ في أخبار القضيّة خصوصيات غير حاصلة لغير أمير المؤمنين وأهل البيت عليهم السلام، كقوله صلّى اللَّه عليه وآله لهم: «اذا أنا دعوت فأمّنوا» ممّا يدلّ على أنّ لهؤلاء منزلةً ووجاهةً عند اللَّه بحيث يحتاج النبي في المباهلة على تأمينهم على دعائه ... وهكذا غير هذه الخصيصة ...
ومن شاء الوقوف على تفصيل أكثر فليرجع إلى كتاب (تشييد المراجعات) تأليف السيد علي الحسيني الميلاني «١».
«وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلَا تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ» «٢».
قال الحضرمي: «أخرج الثعلبي في تفسيره عن جعفر بن محمّد رضي اللَّه عنهما قال: نحن حبل اللَّه الذي قال: «وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلَا تَفَرَّقُواْ»» «3».
وروى الحاكم الحسكاني باسناده عن الحسين بن خالد: «عن علي بن موسى الرضا عن آبائه عن علي عليهم السّلام قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: من أحب ان يركب سفينة النجاة ويستمسك بالعروة الوثقى ويعتصم بحبل اللَّه المتين، فليوال علياً وليأتم بالهداة من ولده» «4».