روى البلاذري باسناده عن عامر الشعبي قال: قدمنا على الحجاج البصرة، وقدم عليه قراء أهل المدينة فدخلنا عليه في يوم صائف شديد الحر، فقال للحسن:
مرحباً بأبي سعيد- وذكر كلاماً- قال: ثم ذكر الحجاج علياً فنال منه، وقلنا قولًا مقارباً له فرقاً من شره، والحسن ساكت عاض على ابهامه، فقال: يا أبا سعيد مالي اراك ساكتاً؟ فقال: ما عسيت ان اقول. قال: أخبرني برأيك في أبي تراب.
قال: أفي علي؟ سمعت اللَّه يقول:«وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ» فعلي ممن هدى اللَّه ومن أهل الايمان، واقول: انه ابن عم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وختنه على ابنته واحب الناس إليه، وصاحب سوابق مباركات سبقت له من اللَّه ما لا يستطيع أنت ولا أحد من الناس ان يحصرها عنه ولا يحول بينها وبينه، ونقول:
انه ان كانت لعلي ذنوب فاللَّه حسيبه، واللَّه ما اجد قولًا اعدل فيه من هذا القول.
قال الشعبي: فبسر الحجاج وجهه وقام عن السرير مغضباً، قال: وخرجنا.
عن المدائني، عن النضر بن اسحاق الهذلي: ان الحجاج سأل الحسن عن علي فذكر فضله فقال: لا تحدّثنّ في مسجدنا، فخرج الحسن فتوارى «١».
روى الحاكم الحسكاني باسناده عن عبداللَّه بن عمرو الهدادي قال: «قال الحجاج للحسن: ما تقول في أبي تراب؟ قال: ومن أبو تراب؟ قال: علي بن أبي طالب. قال: أقول: ان اللَّه جعله من المهتدين. قال: هات على ما تقول برهاناً، قال: قال اللَّه تعالى في كتابه: «وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ