عن أميرالمؤمنين علي عليه السّلام قال: «ألا ان العلم الذي هبط به آدم عليه السّلام وجميع ما فضلت به النبييون الى خاتم النبيين في عترة خاتم النبيين، فأين يتاه بكم واين تذهبون وانهم فيكم كاصحاب الكهف، ومثلهم باب حطة، وهم باب السلم في قوله تعالى:«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلَا تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ». وأيضاً: اخرج الحاكم في صحيحه عن علي بن الحسين، ومحمّد الباقر، وجعفر الصادق عليهم السّلام انهم قالوا: «السلم ولايتنا» «١».
قال شرف الدين: «اعلم انّه لما أبان اللَّه تعالى فضل أميرالمؤمنين صلوات اللَّه عليه انه قد شرى نفسه ابتغاء مرضاة اللَّه، أمر المؤمنين أن يدخلوا في السلم كافة، والسلم ولاية ... ونهى عن اتباع خطوات الشيطان وهو عدوه» «٢».
«تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُواْ فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ» «٣».
أخرج ابن أبي الحديد عن نصر بن مزاحم باسناده عن الاصبغ بن نباتة، قال: «جاء رجلٌ إلى علي فقال يا أميرالمؤمنين، هؤلاء القوم الذين نقاتلهم، الدعوة واحدة، والرسول واحد. والصلاة واحدة، والحج واحد، فماذا نسميهم؟
قال: سمّهم بما سماهم اللَّه في كتابه، قال: ما كل ما في الكتاب أعلمه، قال: اما سمعت اللَّه تعالى يقول: «تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ» إلى قوله «وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُواْ فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن