صدري وتيسر لي أمري وتحلل عقدة من لساني ليفقه به قولي واجعل لي وزيراً من اهلي علي بن أبي طالب أخي، اشدد به ازري واشركه في امري، قال ابن عباس:
سمعت منادياً ينادي: يا أحمد قد أوتيت ما سألت، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لعلي: يا أبا الحسن إرفع يدك إلى السماء فادع ربك وسل يعطك، فرفع علي يده إلى السماء وهو يقول: «اللّهم اجعل لي عندك عهداً واجعل لي عندك وداً فأنزل اللَّه على نبيه:«إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً» «١» فتلاها النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم على اصحابه فتعجبوا من ذلك تعجباً شديداً فقال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: منها تتعجبون؟ ان القرآن أربعة أرباع فربع فينا أهل البيت خاصة وربع في اعدائنا وربع حلال وحرام وربع فرائض واحكام، وان اللَّه أنزل في علي كرائم القرآن» «٢».
وروى باسناده عن حذيفة: «ان أناساً تذاكروا فقالوا: ما نزلت آية في القرآن فيها «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ» الا في أصحاب محمّد صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقال حذيفة: ما نزلت في القرآن «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ» الا كان لعلي لبّها ولبابها» «٣».
وروى أحمد باسناده عن عكرمة عن ابن عباس قال: «سمعته يقول: ليس من آية في القرآن «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ» إلا وعلي رأسها، وأميرها وشريفها، ولقد عاتب اللَّه أصحاب محمّد عليه السّلام في القرآن وما ذكر علياً الّا بخير» «4».