٧- وامّا الابتلاء بالنفس والمال والولد: فقوله صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم:
«اشد النّاس بلاءً الانبياء، ثم الأمثل فالامثل حتى أن الرجل ليبتلى على حسب دينه» الخبر بتمامه، وقد كان إبراهيم عليه السّلام اعظم الانبياء منزلة عند اللَّه سبحانه وأرفعهم درجة وأصلبهم في الدين واكملهم في اليقين ما خلا نبّينا صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وكانت بلاياه على حسبها، فلذلك ابتلاه اللَّه سبحانه بالنفس فقام بهذا مقام الصادقين وابتلاه بالمال يعمل فيها عمل المنفقين، ثم ابتلاه بالولد فسلم ولده إلى الذبح فعل المخلصين، فكذلك المرتضى رضوان اللَّه عليه في صلابته في دين اللَّه وشفقته على رسول اللَّه وعلمه بكتاب اللَّه ابتلاه اللَّه بنفسه فصبر، وابتلاه بماله فانفق، وابتلاه بولده فسلّم.
٨- واما التسمية بالخليل: فقوله تعالى :«وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا» «١» وذلك حين تبرأ عن الجميع بالكلية وانقطع بقلبه إلى خلاق البرية، فكذلك المرتضى رضوان اللَّه عليه انقطع إلى سبحانه وهجر أصحابه واخوانه فسمّاه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم خليلًا ... عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «ان خليلي ووزيري وخليفتي في أهلي وخير من أترك بعدي ومنجز موعدي ويقضي ديني علي بن أبي طالب».
قال البياضي: إبراهيم «وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ» «٢» وعلي الصراط المستقيم، وفي إبراهيم «رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ» «٣» وفي علي «إِنَّمَا