قادتنا كيف نعرفهم - آية الله العظمى السيد محمد هادي الحسيني الميلاني - ج ١ - الصفحة ٢٦٩
«فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً إِلَّا كَبِيراً لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ» «١» فكسر الأصنام بيمينه واظهر الاسلام بتلقينه وبيّن ذلك لأولاده بعده إلى آخره الدهر، فكذلك المرتضى «٢».
٥- وأما البشارة بالولدين: فان إبراهيم عليه السّلام لما أسلم وتبرّأ عمادون اللَّه شكر اللَّه سعيه ورضي عنه وقال: «إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ «٣»، رَبِ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ» وبشره بالغلام الحليم الولد العليم «اسماعيل» واكرمه باسحاق نبياً من الصالحين، فكذلك المرتضى رضوان اللَّه عليه لما اسلم للَّه وقام بنفسه بين يدي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم شكر اللَّه سعيه ورضي عنه واكرمه السبطين الفاضلين احدهما الحسين الشهيد بدل اسماعيل الذبيح، والآخر الحسن السيد المسموم بدل اسحاق الصالح.
٦- واما اختلاف احوال ذريتهما: من بين محسن وظالم فقوله «وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ» «4» يعني من ذرية اسماعيل واسحاق ... فكذلك اولاد السبطين .. ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين.

(١)
سورة الانبياء: ٥٨.
(٢) روى النسائي بأسناده عن أبي مريم، قال علي رضي اللَّه عنه: انطلقت مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم حتى أتينا الكعبة، فصعد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم على منكبي فنهض به علي فلما رأى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ضعفي قال لي: اجلس، فجلست فنزل النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وجلس لي وقال لي اصعد على منكبي فصعدت على منكبيه فنهض بي فقال عليّ رضي اللَّه عنه انّه يخيل الي انّي لو شئت لنلت افق السّماء فصعدت على الكعبة وعليها تمثال من صفر او نحاس فجعلت أعالجه لازيله يميناً وشمالًا وقداماً من بين يديه ومن خلفه حتّى استمكنت منه، فقال نبيّ اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم اقذفه فقذفت به فكسرته كما تكسر الفوارير ثمّ نزلت فانطلقت أنا ورسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم نستبق حتّى توارينا بالبيوت خشية أن يلقانا أحد. (الخصائص للنّسائي ص ٣١).
(٣) سورة الصافات: ٩٩- ١٠٠.
(٤) سورة الصافات: ١١٣.
(٢٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 ... » »»
الفهرست