الاعداء من كلّ جانب من بين اقارب واجانب.
أمّا الوفاة والوصيّة: فقد ذكر الواقدي بسنده قال: لما انقضى اجل آدم عليه السّلام أوحى اللَّه تعالى إليه، ان يا آدم، انّي قابض روحك في يوم كذا في وقت كذا وهو يوم الجمعة الذّي خلقتك فيه، فأوص إلى خير ولدك هبة اللَّه الذي وهبته لك واجعل وصيَّتك في التابوت الّذي انزلته عليك من جنّتي، وخذ عليه عهد اللَّه وميثاقه ان يؤمن باللَّه وبنبيه أحمد الّذي يكون في آخر الزّمان الأمي خاتم النبّيين وسيّد المرسلين، فانّ الجنّة محرمة على من لقيني وهو لا يؤمن بي وبرسولي أحمد ...
فكذلك المرتضى رضوان اللَّه عليه، أشبه آدم عليه السّلام في الوفاء والوصيّة إلى ابنه الحسن رضوان اللَّه عليهما .. عن أبي معشر قال: قتل علي بن أبي طالب في رمضان يوم الجمعة لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان سنة أربعين قال ابن بكّار:
قتله ابن ملجم. وعن وهب بن جرير قال: قتل لتسع عشرة ليلة خلت من رمضان، رفانظر كيف توافقا في الوفاة يوم الجمعة لتعلم بذلك صحّة ما ذكرناه ...
بالأولاد والعترة: فانّ آدم عليه السّلام لما صار إلى رحمة اللَّه خرج أولاده من ذل الغربة والوحدة إلى عزّ الغلبة والجدة، فاخذوا الأرض بمناكبها في مشارقها ومغاربها ومسالكها ومذاهبها قرنا بعد قرن ... فكذلك المرتضى. ثم قال: انّما ذكرنا هذه الأحاديث تأكيداً لما ذكرنا من ايراث اللَّه سبحانه اولاد الرّسول عليه السّلام وجه الأرض كما أورثهم الاموال بعد الفقر والقلّة ويضيف اليها الغلبة والعزّة بعد الذلّة واليه أشار بقوله تعالى:«وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ» «1» واللَّه لا يخلف الميعاد، ولا يحبّ الفساد.