وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاء» «١» فجمع اللَّه لداود عليه السّلام بين العلم والملك وليس سلطان اعلى من سلطان العلم. فكذلك المرتضى رضوان اللَّه عليه آتاه اللَّه الملك والعلم والحكمة، فلذلك قال صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: يا علي، ملئت علماً وحكمة.
٢- اما التفوق على اخوانه في صغر السن: فان داود عليه السّلام كان اصغر اخوانه سناً فاستخفه من رآه يوم جالوت لصغر سنه وتفوق اخوانه اياه في كبرهم، ولذلك منعوه عن الخروج إلى طالوت حتى طلب المبارزة ولم يزره صغر سنه، إذ جعل اللَّه سبحانه على يده قتل ذلك الجبار. فكذلك المرتضى رضوان اللَّه عليه كانوا يزدرونه لصغر سنه فيهم، ويظنون بأن ذلك يضع به، ولم يكن كذلك، اذ جعل اللَّه سبحانه على يديه قتل الطغاة والعتاة والابطال كما ذكر من حديث عمرو بن عبدود ومرحب اليهودي، وسائر الابطال المعروفين ...
٣- وامّا المبارزة وقتل جالوت: فان داود عليه السّلام اكرمه اللَّه سبحانه بمبارزة الشجعان ومناجزة الاقران فأورثه اللَّه تعالى بها ما اورثه من الاكرام والاحسان.
فكذلك المرتضى رضوان اللَّه عليه اكرمه اللَّه بالمبارزة والقتال ومناجزة الابطال ...
٤- واما الغدر معه من طالوت ... فلما قتل داود جالوت غدر به طالوت ولم يف بما عهد. فكذلك المرتضى رضوان اللَّه عليه ... فغدروا به حيث خرجوا ونكثوا العهود وتركوا العقود كطلحة والزبير ... ثم ان اللَّه تبارك وتعالى اورث داود عليه السّلام ملك طالوت. فكذلك المرتضى رضوان اللَّه عليه، ورث ملك طلحة والزبير وعائشة.
٥- واما إلانة الحديد: فقوله عزّوجل: «وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ* أَنِ