٦ و ٧- وامّا الكرم في التجاوز والعفو عن اخوته بعد قدرته عليهم: فقوله تعالى عنهم:«تَاللّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ» «١» قال: «لَا تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ».
فلما جمع اللَّه تعالى بين يوسف واخوته وملكه عليهم بقدرته عفا عنهم بكرمه وأسبغ عليهم فنون نعمه ... كذلك المرتضى رضوان اللَّه عليه لما قدر على طلحة وعايشة عفا عنهم ...
٨- واما تحويل الديار: فكما يوسف هاجر من كنعان، كذلك المرتضى رضوان اللَّه عليه، هاجر هجرتين من مكة ومن المدينة ...».
قال البياضي: يوسف «رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ» «٢» ونزل في علي واهله «وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً» «٣» ولما بان لأخوته فضله، حسدوه واظهروا نصحه وفي الباطن عادوه، وقريش سلموا على علي بامرة المؤمنين وفي الباطن مقتوه، وقيل ليوسف «أَيُّهَا الصِّدِّيقُ» «٤» وعليّ الصديق الأكبر، وفي يوسف «وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً» «٥» وعليّ أوتي الأخوّة والخلافة والعلم صغيراً، وفي يوسف «أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ» «٦» وفي علي «وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ» «يُوفُونَ بِالنَّذْرِ» «7».