الملكات كالعمى والسكون والفقر والنقص والامكان والقوة ونظائرها.
وقد علمت أن وجود كل شئ عين مهيته فوجود العدم عين ذلك العدم كما أن وجود الانسان عين الانسان ووجود الفلك عين الفلك وعلمت أيضا (1) ان العلم بكل شئ عين المعلوم منه بالذات فهيهنا الوجود عين التفرق أو الانقطاع أو الفساد الذي هو عدمي والادراك المتعلق به عين ذلك الوجود الذي هو نفس الامر العدمي.
فقد ثبت ان الألم الذي هو الشر بالذات من افراد العدم ولا شك ان العدم الذي يقال إنه شر هو العدم الحاصل لشئ (2) لا العدم مطلقا كما أشير اليه سابقا فاذن لا يرد نقض على قاعده الحكماء ان كلما هو شر بالذات فهو من افراد العدم البتة.
والذي يزيدك ايضاحا لهذا المقام من أن الآلام والأوجاع من جمله الاعدام ان النفس قد أشرنا إلى أن قواها سارية في البدن وانها هي التي تشعر وتحس بأنواع المحسوسات فهي بعينها الجوهر اللامس الذائق الشام وهي عين الصورة الطبيعية الاتصالية المزاجية وكل ما يرد على البدن من الأحوال وجوديا كان أو عدميا فالنفس تنفعل منه وتناله بالحقيقة وتتأثر منه لأجل قواها السارية في البدن فتفرق الاتصال الوارد على الجسم لا شك انه شر للجسم لأنه زوال اتصاله وعدم كماله فلو كان الجسم موجودا حيا عند انفصاله شاعرا يتفرق اتصاله كان له غاية الشرية التي لا تتصور فوقها شرية الشئ لأنه