والجواب قال الشيخ المتأله في المطارحات انا نسلم ان النفوس الناطقة المفارقة للأبدان لها عدد موجود في الأعيان لما عرفت ان العدد امر اعتباري لا وجود له في الأعيان فلا يوصف بزوجية أو فرديه ولا قله ولا كثره ولا مساواة ولا تفاوت فلا كل لها عددي في الأعيان إذ لا ارتباط لبعضها ببعض في نفس الامر ولا في الأذهان أيضا فان الذهن لا يمكنه عدها وتصورها على سبيل التفصيل والاكتناه وعلى تقدير ان يسلم ان لها عددا فلا يلزم من ذلك ان يكون اما زوجا أو فردا فان الزوجية والفردية و التساوي والتشارك والتباين والجذرية والمجذورية وغيرها من خواص العدد المتناهي وأقسامه لا من خواص مطلق العدد ثم لئن سلمنا عدم خلوها من الزوجية والفردية فلم قلتم ان كل عدد يكون أقل من غيره يجب ان يكون متناهيا لانتقاض هذه القاعدة بالمات غير المتناهية التي هي أقل من الألوف غير المتناهية وكذلك مقدورات الله تعالى عند المتكلمين أقل من معلوماته لدخول الممتنعات في قسم المعلومات دون المدورات مع عدم تناهيها.
أقول في هذا الجواب وجوه من النظر منها ان الحكم بان العدد غير موجود على اطلاقه غير صحيح وهذا الشيخ انما حكم باعتبارية العدد (1) لان الوحدة والوجود والتشخص كالامكان والشيئية والمعلومية أمور ذهنية اعتبارية عنده ولما كان العدد عبارة عن المؤلف عن الوحدات وما يتركب عن الاعتباريات فهو لا محاله اعتباري فالعدد اعتباري واما نحن فقد أقمنا البرهان عن أن الوجود في كل موجود عين حقيقته والماهية به تكون موجوده وعند التحليل يحكم بان الوجود عيني والماهية المجردة عنه اعتبارية محضه والوحدة هي عين الوجود فتكون موجوده فبطلت هذه الحجة أعني الحكم بان العدد اعتباري لأنه مؤلف من الاعتباريات.