سواء كان بين الآحاد ترتيب أو لا وذلك لأنه لو تحقق أمور غير متناهية توقف مجموعها على قدر ما يبقى منه (1) بعد اسقاط واحد وهذا الباقي على ما يبقى منه بعد اسقاط واحد منه وهكذا فيلزم وجود مجموعات غير متناهية يجرى فيها التطبيق فان قلت الموجود في الواقع انما هو الأمور الكثيرة المتفرقة ولا وجود للمجموع من حيث الوحدة الا بعد اعتبار العقل وحدته فلا يلزم الترتيب الواقعي الكافي للتطبيق بين جميع هذه المراتب قلت إذا وجد كثير كالعشرة مثلا فلا شك انه يوجد فيه التسعة والثمانية والسبعة والتسعة من حيث إنها تسعه واحده لها جهة وحده وان لم يعتبر العقل ويكفى للتطبيق تدبر انتهى كلامه.
أقول فيه اما أولا فلما علمت أن معنى وجود الكثرة وجودات آحادها لا ان لها وحده أخرى غير وحده الآحاد ولهذا قال المحصلون من الحكماء ان وحده العدد هي نفس كثرته لأنه ماهية ضعيفه الوجود صورتها هي نفس مادتها بعينها كما أن فعليه الهيولى نفس قوتها واستعدادها فليست للكثرة والعدد وحده الا بمجرد الاعتبار العقلي من غير أن يكون لها مطابق خارجي فليس لها توقف على شئ في الواقع إذ ما لا تحقق له في الخارج (2) لا توقف له على غيره.
واما ثانيا فهب ان للعشرة وجودا ولها توقفا وحاجه إلى ما هو جزء لها فلا تسلم ان لها توقفا على عدد مخصوص مما دونها إذ لا رجحان لتسعة وواحده على ثمانية واثنين أو سبعه وثلثه أو سته وأربعة أو خمسه وخمسه فلا اختصاص للتسعة في أن تكون محتاجا إليها أولا دون غيرها بل الحق كما ذكره الشيخ في الهيات الشفاء ان لا توقف