انه يلزم من وجود العلة التامة وجود معلولها ومن دوامها دوامه فإذا فرضنا عدم الواجب لذاته لزم منه عدم العالم وبالعكس ويلزم من صحه ذلك التلازم ان يكون العالم مساويا للواجب لذاته وذلك محال.
والجواب ان ذلك اللزوم الذي ذكروه بين العلة والمعلول ليس على وتيرة واحده من الطرفين فان ارتفاع العلة التامة لذاتها يوجب ارتفاع المعلول واما ارتفاع المعلول فلا يوجب لذاته ارتفاع العلة بل ارتفاع المعلول يستدل به على أن العلة قد ارتفعت قبل ذلك لا ان ارتفاع المعلول أوجب ذلك فاتضح الفرق بين اللزومين.
الحجة السادسة ما ذكره صاحب المطارحات نيابة عن المتكلمين فقال النفوس الناطقة حادثه وباقيه بعد البدن على ما اعترفتم به فلها اجتماع بعد المفارقة فذلك المجموع اما ان يكون حادثا أو غير حادث ويمتنع ان يكون غير حادث لأنه معلول الآحاد الحادثة على ما ذهبتم اليه ومتى كانت العلة حادثه كان المعلول حادثا لا محاله فمجموع النفوس