ومنها انه هب ان العدد امر اعتباري لكنه ليس من الاعتبارات الكاذبة غير المطابقة لما في نفس الامر حتى يتفرع عليه انه غير قابل للقسمة إلى الزوجية والفردية والمساواة واللا مساواة كيف وهذه الصفات تعرض أولا وبالذات للعدد وبواسطته للمعدود وهو ظاهر.
ومنها ان غير المتناهي على معنيين أحدهما بالقوة وهو غير المتناهي اللايقفى وثانيهما بالفعل وهو غير المتناهي العددي ومقدورات الله تعالى عند المتكلمين غير متناهية بالمعنى الأول لا بالمعنى الثاني لأنهم منكرون لوجود الغير المتناهي بالفعل مرتبا كان أو غير مرتب متعاقبا كان أو مجتمعا والتفاوت انما يجوز في غير المتناهي بالمعنى الأول كقبول الجسم عند الحكماء للانصاف المتداخلة غير المتناهية والأرباع المتداخلة غير المتناهية والثانية نصف الأولى.
تذكره مشرقية واعلم انا قد أشرنا سابقا إلى أن الوحدة معتبره في كل شئ كالوجود وان الكثرة إذا لم يكن بين آحادها علاقة ذاتية لا يمكن الحكم عليها عند اخذها مجتمعه حكما وجوديا غير احكام الآحاد فان آحادها ووحداتها وان كانت موجوده عندنا الا انها ليست موجوده بوجود واحد بل هي موجودات كثيره لكل منها حكم خاص فإذا تقرر هذا فمن هذا المنهج يصح الجواب عن الحجة المذكورة بان النفوس المفارقة ليس لها مجموع له وحده خارجيه حتى يحكم عليها بأنها كذا أو كذا نعم للذهن ان يعتبر جمله منها وكل جمله في اعتبار الذهن فهي متناهية إذ الذهن لا يقدر على الإحاطة التفصيلية بالأمور غير المتناهية وكل مبلغ متناه من النفوس فهو اما زوج أو فرد ولا يلزم منه لا يتناهى ذلك المبلغ والحوادث التي وجدت معها.
وهيهنا نكته وهي انك ستعلم ان كثيرا من النفوس وهي الكاملة في العلم ستتحد بالعقل الفعال وضرب منها وهي الناقصة الشقية تهوى إلى الجحيم ولا تصعد إلى عالم النفوس المفارقة وذهب بعض الحكماء كإسكندر وغيره حتى الشيخ الرئيس أيضا في بعض رسائله إلى أن النفوس الناقصة هالكه لا تبقى بعد البدن وهذا المعنى يستفاد من بعض روايات أصحابنا الإمامية عن أئمتنا ع وضروب أخرى منها متفرقة في