الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٣ - الصفحة ٣٠٦
على الأشياء أزلا وابدا على نسق واحد ولكن دوام جود المبدع وابداعه لا يوجب أزلية الممكنات لا كلها ولا جزؤها ولا كليها ولا جزئيها كما سبق والفلاسفة لو اكتفوا على هذا القدر من اثباتهم أحدية ذات الصانع وكونه تام الفاعلية كامل القوة والقدرة دائم الجود والرحمة غير ممسك الفيض والعناية ولا مغلول يد الكرم (1) والبسط لحظه لكان كلامهم حقا صحيحا الا ان متأخريهم زادوا على ذلك وزعموا أن هذه المعاني تستلزم قدم العالم ودوام الفلك والكواكب وبسائط الاجرام (2) وصورها ونفوسها نوعا وشخصا

(1) إشارة إلى الآية الشريفة قالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء وفيه إشارة إلى أن من يقول بامساك الفيض لا يخلو بحسب الباطن عن كفر اليهود وحاصل كلامه ره ان الحكيم المحقق لا بد ان يقول بقدم الله تعالى وقدم صفاته وبالجملة ما من صقعه وبحدوث المخلوق وما من ناحيته س قده (2) اي كره النار وكره الهواء إلى آخرها لان كل كره متصله واحده والمتصل الواحد شخص واحد فكل كره نوعها في شخصها دائم واما نفس النار والهواء والباقيان فمعلوم انها أنواع متكثرة الافراد للفصل الموقع للكثرة الافرادية المنفصلة عن كراتها س قده.
(٣٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 ... » »»
الفهرست