على الأشياء أزلا وابدا على نسق واحد ولكن دوام جود المبدع وابداعه لا يوجب أزلية الممكنات لا كلها ولا جزؤها ولا كليها ولا جزئيها كما سبق والفلاسفة لو اكتفوا على هذا القدر من اثباتهم أحدية ذات الصانع وكونه تام الفاعلية كامل القوة والقدرة دائم الجود والرحمة غير ممسك الفيض والعناية ولا مغلول يد الكرم (1) والبسط لحظه لكان كلامهم حقا صحيحا الا ان متأخريهم زادوا على ذلك وزعموا أن هذه المعاني تستلزم قدم العالم ودوام الفلك والكواكب وبسائط الاجرام (2) وصورها ونفوسها نوعا وشخصا
(٣٠٦)