الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٣ - الصفحة ٣١٤
الناطقة الحاصلة بعد مفارقه الأبدان حادث وإذا ثبت ان مجموعها حادث لزم ان يكون للحوادث بداية فان الحوادث لو لم تكن متناهية في جهة الماضي كانت النفوس الحادثة بحسب حدوث الأبدان غير متناهية إلى نفس لا يكون قبلها نفس أخرى وحينئذ يلزم ان لا يكون مجموعها حادثا بالضرورة لكن مجموعها في الماضي حادث على ما عرفت فالحوادث لا محاله لها بداية وذلك هو المطلوب.
وأجاب عنه من وجوه الأول ان ذلك المجموع الذي أخذتموه من النفوس الناطقة في الزمان الماضي وإن كان حادثا لكن لا يلزم من حدوثه ان يكون للحوادث الماضية بداية لان كل آحاد لها مجموع فان ذلك المجموع بإضافة واحده اليه يحصل له مجموع آخر مغاير (1) للمجموع الأول والنفوس الناطقة الحادثة في الماضي وإن كان لها الان مجموع الا انه دائما في كل وقت يتبدل ويحصل مجموع غير ما كان بسبب حدوث النفوس في كل وقت وانضمامها إلى كل مجموع يحدث مجموع آخر حدوثا زمانيا وهكذا لا يزال يتبدل ذلك المجموع إلى ما لا يتناهى وليس الحكم مختصا بالنفوس الناطقة بل حال جميع الموجودات هكذا (2) فإنه إذا اخذ قديمها مع حادثها مجموعا فان ذلك المجموع لا محاله يتبدل في كل وقت بحسب حدوث الحوادث وانضمامها اليه ويحصل مجموع آخر غير المجموع الأول الذي كان قبل الزيادة وهذا لا يدل في النفوس الناطقة على نهايتها وبدايتها بل في كل وقت يحصل مجموع آخر غير ما كان حادثا قبل حدوث الحادث اللاحق ولا يلزم من ذلك ان يكون هناك وقت لا يحصل فيه شئ من النفوس الناطقة ولا يدل

(1) والحاصل ان المجموع مجموعات غير متناهية وكل مجموع كواحد من آحاد الكائنات فكما لا يلزم من حدوث كل واحد من الآحاد تناهى الكل كذلك لا يلزم من حدوث كل مجموع تناهى المجموعات س قده (2) الا ان كل مجموع من النفوس مجتمعات الاجزاء وكل مجموع من الكائنات متعاقبات الاجزاء وهذا أيضا مسلك في حدوث العالم كما أشار اليه الشيخ محمود الشبستري في گلشن راز بقوله جهان كل است در هر طرفه العين * عدم گردد ولا يبقى زمانين س قده.
(٣١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 309 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 ... » »»
الفهرست