طبقات النشأة الآخرة وعلى هذا فلا جمعيه لها (1) في مكان يحويها أو زمان يحيط بها أو في رباط عقلي يجمعها نكته أخرى ان الجملتين إذا ترتبتا ترتبا وضعيا كما في المقادير أو عقليا كما في العلل والمعلولات فلكل منهما اتساق وانتظام بين آحادها فإذا لوحظ الأول من آحاد إحديهما بإزاء الأول من آحاد الأخرى تتطابق بقيه الآحاد من غير أن يحتاج العقل إلى ملاحظه كل من الآحاد مع نظيره ملاحظه تفصيليه بل يكفي الملاحظة الاجمالية واما في غير المرتبة أو في الأمور الاعتبارية المحضة فلا يكفي الا تطبيق الجميع واحدا واحدا مع ما يحاذيها على التفصيل والعقل لا يفي به وقد شبه بعضهم الجملتين الأوليين بحبلين ممتدين بل بخشبتين ممتدتين إذا طوبق مبدأهما والثانية بالحصيات المتفرقة المجتمعة من غير ترتيب فلا يجرى البرهان الا في الأمور الموجودة المترتبة فاندفع ما ذكروه من جريان برهان التطبيق والتضايف وغيرهما تارة من جهة الهدم والنقض وتارة من جهة الاثبات والابرام لوجوده أولها في الحوادث على مدرك الفلسفة (2) وثانيها في مراتب الاعداد وثالثها في النفوس المفارقة بزعم الفلاسفة ورابعها بان وجود الفلك من الأزل إلى زمان الطوفان أقل منه إلى زماننا ونقضا فقط بان وجوده تعالى من الأزل إلى زمان الطوفان أقل منه الا زماننا وخامسها نقضا بان معلومات الله أزيد من مقدوراته لإحاطة الأول بالمحالات أيضا مع عدم تناهيهما والدليل يعطى امتناعه وسادسها نقضا باشتمال كل موجود على صفات غير متناهية كلزوم امر ولزوم لزومه وهكذا وغيره من النسب المتضاعفة وسابعها بمنع جواز التطبيق بين السلسلتين لامتناع إحاطة العقل بما لا يتناهى.
بحث وتحصيل قال بعض الأزكياء الحق ان العدد غير المتناهي بالفعل مطلقا محال