كذلك يسلب عنه اللا بصر وقد علمت أن ليس نقيض ثبوت البصر لشئ ثبوت اللا بصر له بل نقيضه سلب ثبوت البصر له على أن يكون قاطعا للنسبة الثبوتية واردا عليها لا ان يكون النسبة وارده عليه رابطه إياه بالموضوع فالكتابة واللا كتابه بمعنى العدول كلتاهما مسلوبتان عن المعدوم بمعنى ان ليس شئ منهما ثابتا له لا ان ليسيه شئ منهما ثابته له.
واما في دفع الثاني ان معنى قولنا ان الكلى الطبيعي غير حادث ان الماهية ليست من حيث هي هي متصفة بالحدوث بمعنى ان حيثية الاتصاف بالحدوث ما نشأت من نفس الذات لا انها لا توصف بالحدوث في الواقع بل هي متصفة بالحدوث في الحقيقة لان اتصاف الفرد بكل صفه هو عين اتصاف الطبيعة لا بشرط شئ بتلك الصفة بعينها.
ثم لو سلمنا ان الماهية من حيث نفسها غير متصفة بالحدوث لكن لا يلزم من ذلك اتصافها في نفسها بالقدم أو اللا حدوث لما سبق في مباحث الماهية انه إذا سئل عن الماهية من حيث هي هي بطرفي النقيض فالجواب السلب من كل شئ بتقديم السلب على الحيثية وبالجملة هذه الماهيات التي افرادها متجددة كائنة فاسده إذا سئل عن كيفية حصولها في الأعيان هل هي حادثه أو قديمه فالجواب انها في نفس الامر وبحسب الخارج حادثه وليست بقديمه ولا دائمة أصلا إذ لو اتصفت بالأزلية والدوام في الخارج أو في نفس الامر لكان لها لا أقل فرد واحد موصوف بالقدم إذ لا وجود لها الا في الافراد بل وجودها وجود الافراد بعينها فلا اتصاف لها بشئ من العوارض الا بسبب اتصاف فرد منها به وإذ ليس في افرادها شئ يوصف بالقدم والدوام فلا يوصف الماهية أيضا بذلك.
وإذا سئل عنها بأنها هل هي من حيث ذاتها قديمه أو حادثه فالجواب سلب كل من الطرفين القدم والحدوث واللا بداية والبداية واللا انقطاع والانقطاع جميعا لأنها لا توصف بشئ منها من حيث ذاتها لذاتها وانما توصف بها في الواقع من جهة وجودها الذي هو نفس وجود افرادها