وبالجملة كلما يوصف به حركة والزمان بحسب الماهية عند القوم من الانقضاء والحدوث والاستمرار التجددي والبقاء الحدوثي فذلك مما يوصف به الأجسام الطبيعية بحسب وجودها الطبيعي الشخصي في حد هويتها الخارجية المتقدمة على سائر اللواحق العرضية فجميع الموجودات التي في هذا العالم واقعه لذاتها في الزمان و التغير مندرجة تحت مقولة متى كما انها واقعه في المكان مندرجة تحت مقولة أين لكن بعضها متأخرة الوجود عن التغير والزمان (1) كأكثر عوارض الوجود كالسواد و الحرارة وحركة وغيرها من الأكوان المسبوقة بالعدم واللاكون الانفصالي والاستحالات الانفعالية المنقطعة بغيرها وبعضها مع التغير والزمان كطبائع البسائط الفلكية و الكوكبية وما يجرى مجريها معيه ذاتية راجعه إلى الفيئية.
وليست معيه وجود الجسم في ذاته للزمان كمعية الثابت مع المتغير كما ظنه أكثر الناس الا انهم يفرقون بين معيه العقل للزمان ومعيه الجسم له بان الجسم لا ينفك عن حركة والسكون وكل منهما متغير اما حركة فبالذات واما السكون فبحسب التقدير بمعنى ان الجسم الساكن لو كان بدل سكونه متحركا لكان زمان حركته كذا فالجسم وان لم يكن متغيرا بل ثابتا في نفسه فلا يكون في الزمان بل مع الزمان كالعقل لكن بحسب وقوعه في حركة والسكون يكون متغيرا فيكون في الزمان فرجعت معيته للزمان إلى الفيئية (2) بواسطة حركة ولم يعلموا ان الشئ الثابت الوجود