بحسب وجوده العيني وهويته الشخصية ان ينسلخ عن الاقتران بهما ويصير ثابت الوجود (1) بحيث لا يختلف عليه الأوقات ولا يتفاوت بالنسبة اليه الأمكنة والأحياز ومن جوز ذلك فقد كابر مقتضى عقله وعاند ظاهره باطنه ولسانه ضميره.
فاذن كون الجسم بحيث يتغير ويتبدل عليه الأوقات ويتجدد له المضي والحال والاستقبال مما يجب ان يكون لامر صوري داخل في قوام وجوده في ذاته حتى يكون في مرتبه قابليته لهذه التجددات غير متحصله الوجود في نفس الامر الا بصوره التغير (2) و التجدد ولا متقدمه في الوجود على وصف التغير والانقضاء بل انما له الاتصاف بامكان ذلك الوصف ومقابله بحسب مرتبه من مراتب نفس الامر لا في حاق الواقع وعين الأعيان كما أن الهيولى لها في ذاتها بحسب ذاتها ان لا تكون متجسدة ولا لا متجسدة ولا متقدرة ولا غير متقدرة ولا متحيزة ولا لا متحيزة ولا ذات وضع ولا ذات عدم وضع حتى يمكن اتصافها بكل من هذه الأمور ومع ذلك فان الواقع منها (3) في نفس الامر ليس الا التجسم والتقدر ولوازمهما من الأين والوضع وغير ذلك.
وقد علمت الفرق بين عدم الاتصاف بصفه في نفس الواقع وبين عدم الاتصاف بها في مرتبه من مراتب الواقع والأول غير مستلزم للثاني (4) وكذلك الفرق ثابت بين الاتصاف بصفه في الواقع وبين الاتصاف بتلك الصفة في كل مرتبه من مراتب الواقع والأول لا يوجب الثاني فان الماهية قد تتصف بوجودها في نفس الواقع ولا تتصف به في مرتبه ذاتها من حيث هي هي وكذا الهيولى (5) متصفة بالتجسم والتقدر في نفس الامر وليست