ليس بصحيح أصلا (1) بل فيه مغالطة بين اخذ الحد مكان المحدود (2) وفيه خلط بين الواحد بالعدد والواحد بالمفهوم وان أكثر الناس زعموا ان معنى كون الماهية واحده والافراد متكثرة هو ان يكون هناك امر واحد متقيد بقيود مختلفه ويعرضه صفات متقابلة يكون محفوظ الذات مع كل قيد وإذا زال بعض القيود والتعينات لا يزول ذلك الامر بزواله بل يبقى مستمرا ثم يلحقه بعض آخر منها وذاته هي هي بعينها كمحل واحد يطرء عليه صفه بعد أخرى وهو هو بعينه كجسم يبيض تارة ويسود أخرى ويتسخن تارة ويتبرد أخرى وهو بعينه ذلك الجسم الموجود أولا مع تبدل الصفات وتغاير الأحوال.
هذا سهو عظيم عند المحققين فان الشيخ الرئيس شنع على من زعم أن الكلى الطبيعي في الخارج شئ واحد بالذات متكثر باللواحق موجود في المكنه متعددة وفي أزمنة متكثرة حتى قال إن نسبه المعنى الكلى إلى جزئياته ليست كنسبه أب واحد إلى أبناء كثيرين بل كنسبه آباء إلى أبناء وليس كل واحد من الناس إلى انسانيته فمجرد نسبته إلى انسانية تفرض منحازة عن الكل بل لكل واحد انسانية أخرى هي بالعدد غير ما للاخر من الانسانية واما المعنى المشترك فيه فهو في الذهن وقد سلف تحقيق هذا المبحث في مسائل الماهية.
تنبيه تفريعي ومن العجب من اتباع الفلاسفة حيث إن المتكلمين لما حاولوا اثبات البداية والانقطاع للحركة والزمان وما يطابقهما من الحوادث المتعاقبة باجراء التطبيق والتضايف وغيرهما فيها قالوا إن هذه المتعاقبات والحوادث لا اجتماع لها في الخارج ولا في الخيال حتى يجرى فيها المطابقة والمضايفة ويحكم عليها بالانقطاع وقد ذهلوا وغفلوا عن أن تلك الأمور لما يكن لمجموعها وجود في