هذا الذي ذكرناه صفه حركة لأنه ليست في حركة حركة (1) وليس لها وجود تدريجي بل هي عبارة عن تدريج وجود شئ آخر وخروجه إلى الفعل يسيرا يسيرا فالحركة عبارة عن متحركية شئ آخر في الحصول لا متحركية نفسها والا لتسلسلت الحركات إلى غير نهاية والذي يتدرج وجوده بالذات هو بعض أنواع المقولات ففي المشهور هي أنواع اربع من المقولات الكم والكيف والأين والوضع وفي التحقيق هي أنواع خمس منها وهي الأربع المذكورة مع مقولة الجوهر فان الطبائع المادية والنفوس المتعلقة بالأبدان الطبيعية كلها متحركة في ذاتها وجوهرها عندنا كما أقمنا البراهين عليه وبينا ان جميع الهويات الجسمانية التي في هذا العالم سواء كانت بسائط أو مركبات وسواء كانت صورا أو موادا وسواء كانت فلكية أو عنصرية وسواء كانت نفوسا أو طبائع فهي مسبوقة بالعدم الزماني فلها بحسب كل وجود معين مسبوقية بعدم زماني غير منقطع في الأزل ففي الأزل اعدام جميع الاشخاص الجسمانية والهويات الطبيعية إذ كلها على الاستغراق الشمولي الافرادي والجمعي مما يصدق عليها انها مسبوقة بعدم أزلي فكلها حادثه ليس فيها واحد شخصي مستمر الوجود أو لا حقيقة ثابته الهوية فان المسمى بالكلى الطبيعي والماهية لا بشرط ليس لها في ذاتها من حيث ذاتها وجود ولا وحده ولا كثره ولا استمرار وثبات ولا أيضا انقطاع وحدوث بل هي في جميع هذه الصفات تابعه لافرادها موجوده بعين وجودها واحده بوحدتها كثيره بكثرتها قديمه بقدمها حادثه بحدوثها.
فإذا تحقق وتبين بالبرهان ان جميع افرادها حادثه فهي لا محاله حادثه في نفس الامر وان لم تكن حادثه بحسب اعتبار ذاتها من حيث ذاتها لكنها كما لا تكون حادثه من حيث اعتبار ذاتها بذاتها فكذلك ليست بقديمه من تلك الحيثية ومن هيهنا ينكشف ويظهر ان ما اشتهر عن الحكماء واذعن به أكثر الأذكياء من أن طبائع الأنواع المتعاقبة الاشخاص قديمه وان كانت اشخاصها كلها حادثه إذ الماهية منحفظة بتعاقب الاشخاص