عنه في علم ما فوق الطبيعة معنى وماهية وفي علم الربوبيات وجودا وانية اشعار تنبيهي قد ذكر صاحب روضه الجنان قريبا من الايراد المذكور بوجه آخر على قولهم يجب ان يكون للعلة خصوصيه بالقياس إلى معلول معين لا يكون لها تلك الخصوصية بالقياس إلى معلول آخر لها فإذا كان المعلول واحدا جاز ان يكون تلك الخصوصية عين الفاعل البسيط والا لم يجز بقوله وأيضا الخصوصية التي هي عبارة عن ذات الفاعل الواحد الحقيقي لا يمكن ان تسلب عنها بالقياس إلى غير معلولها فان ذات الشئ لا يمكن ان يسلب عنه أصلا لكن الخصوصية له بالقياس إلى معلول معين مسلوبة عنه إذا قيس إلى غير ذلك المعلول فهي ليست ذات الفاعل فقط بل هي عبارة عن الفاعل مع مناسبه مخصوصة زائده عليه وارتباط خاص ينضم اليه فلا يكون واحدا حقيقيا ثم أجاب عنه بان معنى كون الخصوصية عين ذات الفاعل ان بها بنفسها يتعين ذات المعلول من غير انضمام معنى آخر أجنبي اليه أصلا وليس الذات مع غير هذا المعلول كذلك ولا يلزم منه ان يسلب عن نفسها بمجرد ذلك فتدبر واجد تجد انتهى كلامه ومراده ان الخصوصية التي بها يصدر المعلول الأول عن الواجب جل ذكره هي عين ذاته وسائر الخصوصيات التي بها يصدر عنه ما سوى المعلول الأول هي أمور منضمة اليه والتحقيق ما قررناه.
نور مشرقي يزاح به ظل وهمي قد أورد بعض المتأخرين من الأذكياء نقضا على البرهان المذكور من أنه لو صدر عن الواحد أمران مثل ا وب فصدور ا ليس صدور ب فاتصف المبدء بالنقيضين بعد قوله وأجيب بان نقيض صدور ا لا صدور ا لا صدور لا الف ورد بان صدور ب ليس صدور ا فاتصف بصدور ا وبلا صدور ا فإذا لم يكن الذات واحدا حقيقيا جاز اتصافه بهما من جهتين وإذا كان واحدا حقيقيا لم يجز اتصافه بهما لعدم التعدد بهذه العبارة أقول لو تم ما ذكروه لزم ان لا يصدر عن الواحد واحد (1) أيضا بل