اليه في ذاته ولو من احدى الجهتين دون الأخرى الا ان يكون واقعا في عالم الحركات والاستعدادات التي لا يمكن حصولها الا بأسباب كثيره وعلل ذاتية وعرضية.
وأيضا لو فرض ان الذي صدر من الواحد هو الصورة وبتوسطها المادة فتلك الصورة اما صوره واحده أو صور كثيره فعلى الثاني يلزم صدور الكثرة منه ابتداء وعلى الأول يلزم ان يكون بعض الأجسام عله لبعض وهذا مما يبطله البرهان.
ثم قوله على ما ذهبوا اليه من استناد الأفلاك إلى العقول التسعة واستناد هيولي العناصر إلى العاشر.
أقول الخلط فيه ظاهر (1) لان فيه قياس الواحد المحض من كل جهة إلى الواحد الذي فيه كثره من جهة عقلية كما في استناد الفلك إلى العقل أو إلى الواحد الذي هو كثير في الخارج أيضا بوجه كما في استناد الهيولى إلى العقل فان في الأول صدر الفلك وهو واحد طبيعي ملتئم الذات من مادة وصوره عن جوهر عقلي واحد قابل للتحليل العقلي إلى جنس وفصل أو وجود وماهية أو كمال وجودي ونقص عدمي أو غنى وفقر فقد صدر مركب عن مركب الا ان التركيب في المعلول أشد من التركيب في العلة والوحدة بالعكس وهكذا الامر في كل مفيض ومستفيض فإذا كان كذلك فكيف يقاس حال صدور المركب عن البسيط الحقيقي بحال صدوره عن المركب.
وفي الثاني نقول صدرت الهيولى المشتركة عن العقل بإعانة حركة المستمرة (2) الفلكية التي لها في كل آن هويه أخرى بعد هويه كما للهيولي في كل وقت تهيؤا واستعداد آخر بصوره أخرى لاحقه من جهة اقترانها بصوره أولى سابقه فهيهنا بالحقيقة