في نظم البرهان خلطا (1) بين الامتناع والامكان بالذات وبين الامتناع والامكان بالقياس إلى الغير فمن الجائز ان يكون ما هو ممتنع بالذات ممكنا بالقياس إلى الغير لا بالغير لان الامكان لا يكون بالغير كما مر ومن الجائز أيضا كون الممكن بالذات بحيث يكون الممتنع الذاتي ممكنا لا به بل بالقياس اليه فجهة اشرف مما عليه واجب الوجود وان كانت ممتنعه بالذات لا محاله لكن لا يمتنع امكانها بالقياس (2) إلى الممكن الأشرف المستدعى إياها.
قال العلامة الدواني في شرحه للهياكل بعد تحرير البرهان بصورته ومادته انما يتم ابطال الشق الأخير لو كان امكان المعلول مستلزما لامكان العلة وهو منقوص بان انتفاء المعلول الأول ممكن مع أن علته وهي انتفاء الواجب مستحيل والتحقيق ان امكان المعلول يستلزم امكان العلة نظرا إلى ذات المعلول بمعنى انه إذا نظر إلى المعلول لم يوجد فيه ما يوجب استحالته وانتفاء ذلك ممنوع في صوره النزاع كما في صوره السند.
قال ويمكن ان يقرر هكذا ما ليس موجودا قبل الموجود الممكن ليس ممكنا اشرف منه وينعكس بعكس النقيض إلى قولنا ما هو ممكن اشرف فهو موجود قبله بيان الأول انه لو كان ممكنا اشرف فعلى تقدير وجوده اما ان يوجد من الواجب بلا