لممانعة أسباب سماوية وعلل طبيعية تابعه لاستعدادات أرضية تابعه للحركات السماوية بأنوارها وأوضاعها ومطالعها ومغاربها فاذن يجوز ان يعطى الشئ الواحد امرا شريفا تارة وخسيسا أخرى بسبب اختلاف الاستعدادات له.
واما الأمور الدائمة فان شرفها وخستها تابعان لشرف الفاعل وخسته لا غير فلا يختلف الأمور هنالك الا لاختلاف الفاعل أو لاختلاف جهات الفاعل فيفعل بالأشرف الأشرف وبالأخس الأخس فاتضح الفرق بين ما يطرد فيه امكان الأشرف وبين ما لا يطرد واندفع السؤال.
ومما يجب ان يعلم (1) ان الخسيس في الأشياء الكائنة والفاسدة وان أمكن ان يكون متقدما على الشريف زمانا وطبعا بحسب الاعداد كالنطفة تتقدم على الحيوان والبيضة على الدجاج والبذر على الشجر والعنصر على الجماد لكن عند التأمل يظهر ان الشريف متقدم على الخسيس ذاتا بحسب الايجاد وان الفضل والكمال للمتقدم بالذات في الايجاد والخسة والنقيصة للمتأخر بالذات فيه وقد مر سابقا ان ما بالفعل متقدم ابدا على ما بالقوة على الاطلاق وانك لو تصفحت الأشياء وترتيبها بالذات لا بالعرض لوجدت ان الشريف متقدم دائما على الخسيس وان الوجوب متقدم على الامكان والجزئي متقدم على الكلى والفصل متقدم على الجنس والشخص على النوع والصورة على المادة والوحدة على الكثرة والاتصال على الانفصال والوجود على العدم والخير على الشر والصدق على الكذب.
شك وتحقيق ان على برهان القاعدة بحثا قويا وشكا عريضا (2) وهو ان