الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٣ - الصفحة ٢٤٩
لممانعة أسباب سماوية وعلل طبيعية تابعه لاستعدادات أرضية تابعه للحركات السماوية بأنوارها وأوضاعها ومطالعها ومغاربها فاذن يجوز ان يعطى الشئ الواحد امرا شريفا تارة وخسيسا أخرى بسبب اختلاف الاستعدادات له.
واما الأمور الدائمة فان شرفها وخستها تابعان لشرف الفاعل وخسته لا غير فلا يختلف الأمور هنالك الا لاختلاف الفاعل أو لاختلاف جهات الفاعل فيفعل بالأشرف الأشرف وبالأخس الأخس فاتضح الفرق بين ما يطرد فيه امكان الأشرف وبين ما لا يطرد واندفع السؤال.
ومما يجب ان يعلم (1) ان الخسيس في الأشياء الكائنة والفاسدة وان أمكن ان يكون متقدما على الشريف زمانا وطبعا بحسب الاعداد كالنطفة تتقدم على الحيوان والبيضة على الدجاج والبذر على الشجر والعنصر على الجماد لكن عند التأمل يظهر ان الشريف متقدم على الخسيس ذاتا بحسب الايجاد وان الفضل والكمال للمتقدم بالذات في الايجاد والخسة والنقيصة للمتأخر بالذات فيه وقد مر سابقا ان ما بالفعل متقدم ابدا على ما بالقوة على الاطلاق وانك لو تصفحت الأشياء وترتيبها بالذات لا بالعرض لوجدت ان الشريف متقدم دائما على الخسيس وان الوجوب متقدم على الامكان والجزئي متقدم على الكلى والفصل متقدم على الجنس والشخص على النوع والصورة على المادة والوحدة على الكثرة والاتصال على الانفصال والوجود على العدم والخير على الشر والصدق على الكذب.
شك وتحقيق ان على برهان القاعدة بحثا قويا وشكا عريضا (2) وهو ان

(1) إشارة إلى امكان جريان القاعدة في الغايات الشريفة الضرورية للأشياء فإنها متقدمه لذوات الغايات بحسب الحقيقة وان كانت متأخرة عنها بحسب الظاهر وقد تلخص من جميع ما ذكره ان القاعدة تجرى عنده أولا في العقل الأول وكل عقل من العقول الطولية وثانيا في العقول العرضية التي هي أرباب الأنواع وثالثا في الأشباح المثالية ورابعا في الاجرام الفلكية وخامسا في الغايات الوجودية الشريفة الضرورية ط مد (2) وصف البحث بالقوة والشك بالعويصة من جانب العلامة الدواني والا فعلى طريقه نفسه فالامر هين س قده.
(٢٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 ... » »»
الفهرست