كان نفسها لنفسها متقدمه على جميع الاغيار حتى موجب وجودها وعلة كونها وكان الحكم بنفسها على نفسها مقدما على كل حكم وبعده الحكم عليها بالامكان ثم بالحاجة في الوجود إلى الغير ثم بايجاب الغير وجودها ووجوب وجودها به ثم بأنها موجوده مع أن الوجود الذي به توجد متقدم عندنا عليها في الواقع وكذا ايجاب العلة متقدم على ذلك الوجود فلا منافاة بين كون خصوصيه الايجاب وما به ينشأ وجود المعلول عين حقيقة المبدء وبين ان نسبتها بحسب المفهوم إلى ماهية المعلول في اعتباراتها العقلية متأخرة عنها وعن امكانها.
الرابع ان كون وحده الصادر الأول عددية على تقدير التسليم (1) لا نسلم ان ما بإزائها من المبدء يجب أن تكون وحده عددية ولا يجب انحفاظ نحو الوحدة في جانبي العلة والمعلول والذي يجب انحفاظه من الجانبين هو أصل الوحدة مع أن وحده العلة لا بد وأن تكون أقوى وأشرف على أن ما ذكره بعينه جار (2) فيما اخذت خصوصيه العلية الصدورية بالقياس إلى مجموع العالم فهل لمجموع العالم وحده أقوى وأفضل من وحده المعلول الأول والوحدة التي من باب الاعداد هي مما يتصور بإزائها ومن نوعها أو جنسها وحدات أخرى ذهنا أو خارجا يندرج معها تحت طبيعة واحده فمتى يسوغ هذا المعنى في العقل من جهة وقوعه في العقل تحت ماهية كليه فكذا يجرى في النظام الجملي من جهة وقوعه تحت ماهية كليه عند العقل وكون المركب ذا ماهية أولى من كون